4- قال الطبرسى: دخل محمّد بن مسلم بن شهاب الزهرى على علىّ بن الحسين (عليهما السلام)، و هو كئيب حزين، فقال له زين العابدين (عليه السلام)، ما بالك مغموما؟
قال: يا ابن رسول اللّه غموم و هموم تتوالى علىّ لما امتحنت به من جهة حساد نعيمى و الطامعين فىّ، و ممّن أرجو، و ممّن احسنت إليه، فيخلف ظنّى. فقال له علىّ بن الحسين (عليه السلام): احفظ عليك لسانك تملك به اخوانك، قال الزهرى: يا ابن رسول اللّه انّى أحسن إليهم بما يبدر من كلامى.
قال علىّ بن الحسين (عليهما السلام) هيهات هيهات! إيّاك أن تعجب من نفسك بذلك و إيّاك ان تتكلّم بما يسبق الى القلوب انكاره. و ان كان عندك اعتذاره، فليس كلّ من تسمعه شرائمكنك أن توسعه عذرا، ثمّ قال: يا زهرى من لم يكن عقله من أكمل ما فيه، كان هلاكه من أيسر ما فيه. ثمّ قال: يا زهرى اما عليك أن تجعل المسلمين منك بمنزلة أهل بيتك فتجعل كبيرهم بمنزلة والدك، و تجعل صغيرهم بمنزلة ولدك و تجعل تربك منهم بمنزلة أخيك.
فأىّ هؤلاء تحبّ أن تظلم، و أىّ هؤلاء تحبّ أن تدعو عليه، و أىّ هؤلاء تحبّ أن تهتك ستره، و ان عرض لك ابليس لعنه اللّه بان لك فضلا على أحد من أهل القبلة، فانظر ان كان اكبر منك فقل: قد سبقنى بالايمان و العمل الصالح فهو خير منى، و ان كان أصغر منك فقل: قد سبقته بالمعاصى و الذنوب فهو خير منّى و