نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الفاضل الكاظمي جلد : 3 صفحه : 65
لهما من جهة تحصيل المعاش و تكليف السفر إلى بلد القاضي أو المدّعى عليه و تكليف الكاتب قلما أو مدادا أو قرطاسا و نحو ذلك.
و اعتبر العامة من الضرار عدم إعطاء الكاتب جعله أي أجرته و هو عندنا [إذا لم يعط من بيت المال رزقه لأنه من المصالح العامة، فإنه حينئذ يعطيه الآمر بالكتابة، لأصالة عدم وجوب بذل المنفعة مجانا].
«وَ إِنْ تَفْعَلُوا» الضرار أو ما نهيتم عنه مطلقا «فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ» و خروج عن طاعة اللّه لا حق بكم ضرره «وَ اتَّقُوا اللّٰهَ» في مخالفة ما أمركم به و نهاكم عنه «وَ يُعَلِّمُكُمُ اللّٰهُ» الاحكام التي تحتاجون إليها من أمور دينكم و ما يصلحكم في دنياكم «وَ اللّٰهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ» تكرير لفظ «اللّه» في الجمل الثلاث لاستقلالها و عدم توقف إحداها على الأخرى، فإن الأولى حث على التقوى و الثانية وعد بانعامه، و الثالثة لتعظيم شأنه و لأنه أدخل في التعظيم من الضمير.
(تنبيه)
قد يظهر من هذه التأكيدات في أمر الكتابة أنها معتبرة و حجة شرعية يصح التمسك بها. و المشهور بينهم خلاف ذلك، فلا يصح الركون إليها، بل اللازم الوقوف مع ظاهرها كما ذهب اليه البعض. و لقد بالغ المانعون في ردها حتى قالوا انه لو علم أنه خطه لم يجز له الشهادة به الا أن يعلم الواقعة فيشهد لكونه عالما لا لكونه خطه بيده. و يمكن توجيه المشهور بأن الشهادة يعتبر فيها كونها عن علم كما ثبت بالأدلة، و ظاهر ان الكتابة لا توجبه و لو أوجبته وجب العمل بها لمكان العلم، و حينئذ فيمكن أن تكون الفائدة فيها كونها موجبة لتذكير الشاهد أو صاحب الحق، و كفى بهذا فائدة.
ذكر عليّ بن إبراهيم في تفسيره ان في البقرة خمسمائة حكم و في هذه الآية خاصة خمسة عشر حكما. و قد تلوناها عليك في تضاعيف الكلام.
الثانية:
نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الفاضل الكاظمي جلد : 3 صفحه : 65