كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتٰالُ فرض عليكم الجهاد في سبيل اللّه.
كان النبيّ (صلى اللّه عليه و آله و سلم) غير مأذون في القتال، مدّة إقامته بمكّة فلمّا هاجر أذن له في قتال من يقاتله من المشركين ثمّ أذن في قتال المشركين عامّة.
وَ هُوَ كُرْهٌ لَكُمْ شاق عليكم تكرهونه كراهة طباع من حيث إنّ الإنسان خلق على أن يحبّ السّهولة و الحياة و الأمور المستلذّة، و فرض الجهاد ينافي ذلك، أو المعنى أنّه كره لكم قبل الأمر و التكليف به، لأنّ المؤمن لا يكره ما كتب اللّه و فرضه عليه، فانّ ذلك ينافي الإسلام، و المعنى أنّه شاقّ على النّفس، و هكذا سائر التكاليف و كيف لا، و التكليف إلزام ما فيه كلفة و مشقّة و إنّها في القتال أكثر لأنّ الحياة أعظم ما يميل إليه الطّباع، فبذلها ليس بهيّن، و هو مصدر وقع خبرا للمبالغة، أو أنّه فعل بمعنى مفعول كالخبز، أو بمعنى الإكراه مجازا كأنّهم أكرهوا عليه لشدّته و عظم مشقّته كقوله «حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً[2].
وَ عَسىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً في الحال بالنّظر إلى مقتضى الطّبع «وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ»