responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 46

46

(1) - إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ و إذا كان صلة فالإثبات و الحذف جائزان‌على معنيين مختلفين أما إذا ثبت الفاء ففيه دليل على أن الأمر الثاني وجب بالأول و إذا لم يذكر الفاء جاز أن يكون الثاني وجب للأول و جاز أن يكون لغيره.

المعنى‌

لما تقدم وعيد أهل العصيان عقبه سبحانه بالوعد لأهل الطاعة فقال «وَ يَسْتَجِيبُ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصََّالِحََاتِ» أي يجيبهم إلى ما يسألونه و قيل معناه يجيبهم في دعاء بعضهم لبعض عن معاذ بن جبل و قيل معناه يقبل طاعاتهم و عباداتهم و يزيدهم من فضله على ما يستحقونه من الثواب و قيل معناه و يستجيب الذين آمنوا بأن يشفعهم في إخوانهم «وَ يَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ» و يشفعهم في إخوان إخوانهم عن ابن عباس و روي عن أبي عبد الله (ع) قال قال رسول الله ص في قوله «وَ يَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ» الشفاعة لمن وجبت له النار ممن‌أحسن إليهم في الدنيا «وَ اَلْكََافِرُونَ لَهُمْ عَذََابٌ شَدِيدٌ» ظاهر المعنى و لما بين سبحانه أنه يزيد المؤمنين من فضله أخبر عقيبه أن الزيادة في الأرزاق في الدنيا تكون على حسب المصالح فقال‌} «وَ لَوْ بَسَطَ اَللََّهُ اَلرِّزْقَ لِعِبََادِهِ لَبَغَوْا فِي اَلْأَرْضِ» أي لو وسع الرزق على عباده على حسب ما يطلبونه لبطروا النعمة و تنافسوا و تغالبوا و ظلموا في الأرض و تغلب بعضهم على بعض و خرجوا عن الطاعة قال ابن عباس بغيهم في الأرض طلبهم منزلة بعد منزلة و دابة بعد دابة و ملبسا بعد ملبس «وَ لََكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مََا يَشََاءُ» أي و لكنه ينزل من الرزق قدر صلاحهم ما يشاء نظرا منه لهم عن قتادة و المعنى أنه يوسع الرزق على من تكون مصلحته فيه و يضيق على من يكون مصلحته فيه و يؤيده الحديث الذي‌ رواه أنس عن النبي ص عن جبرائيل (ع) عن الله إن من عبادي من لا يصلحه إلا السقم‌و لو صححته لأفسده و إن من عبادي من لا يصلحه إلا الصحة و لو أسقمته لأفسده و إن من عبادي من لا يصلحه إلا الغنى و لو أفقرته لأفسده و إن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر و لو أغنيته لأفسده و ذلك أني أدبر عبادي لعلمي بقلوبهم‌ و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة و متى قيل نحن نرى كثيرا ممن يوسع عليه الرزق يبغي في الأرض قلنا إنا إذا علمنا على الجملة أنه سبحانه يدبر أمور عباده بحسب ما يعلم من مصالحهم فلعل هؤلاء كان يستوي حالهم في البغي وسع عليهم أو لم يوسع أو لعلهم لو لم يوسع عليهم لكانوا أسوأ حالا في البغي فلذلك‌وسع عليهم و الله أعلم بتفاصيل أحوالهم «إِنَّهُ بِعِبََادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ» أي عليم بأحوالهم بصير بما يصلحهم و ما يفسدهم ثم بين سبحانه حسن نظره بعباده فقال‌ «وَ هُوَ اَلَّذِي يُنَزِّلُ اَلْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مََا قَنَطُوا» أي ينزله عليهم من بعد ما يئسوا من نزوله و الغيث ما كان نافعا في وقته و المطر قد يكون نافعا و قد يكون ضارا في وقته و غير وقته و وجه إنزاله بعد القنوط أنه أدعى إلى شكر الآتي به‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست