نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 347
(1) - وحده ففي هذا دلالة على فناء الأجسام و قيل الأول قبل كل شيء بلا ابتداء و الآخر بعد كل شيء بلا انتهاء فهو الكائن لم يزل و الباقي لا يزال «وَ اَلظََّاهِرُ» و هو الغالب العالي على كل شيء فكل شيء دونه «وَ اَلْبََاطِنُ» العالم بكل شيءفلا أحد أعلم منه عن ابن عباس و قيل الظاهر بالأدلة و الشواهد و الباطن الخبير العالم بكل شيء و قيل معنى الظاهر و الباطن أنه العالم بما ظهر و العالم بما بطن و قيل الظاهر بأدلته و الباطن من إحساس خلقه و قيل الأول بلا ابتداء و الآخر بلا انتهاء و الظاهر بلا اقتراب و الباطن بلا احتجاب و قيل الأول ببره إذ هداك و الآخر بعفوه إذ قبل توبتك و الظاهر بإحسانه و توفيقه إذا أطعته و الباطن بستره إذا عصيته عن السدي و قيل الأول بالخلق و الآخر بالرزق و الظاهر بالإحياء و الباطن بالإماتة عن ابن عمر و قيل هو الذي أول الأول و أخر الآخر و أظهر الظاهر و أبطن الباطن عن الضحاك و قيل الأول بالأزلية و الآخر بالأبدية و الظاهر بالأحدية و الباطن بالصمدية عن أبي بكر الوراق و قيل إن الواوات مقحمة و المعنىهو الأول الآخر الظاهر و الباطن لأن كل من كان منا أولا لا يكون آخرا و من كان منا ظاهرا لا يكون باطنا عن عبد العزيز بن يحيى و قيل هو الأول القديم و الآخر الرحيم و الظاهر الحكيم و الباطن العليم عن يمان و قال البلخي هو كقول القائل فلان أول هذا الأمر و آخره و ظاهره و باطنه أي عليه يدور الأمر و به يتم «وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ» يصح أن يكون معلوما «عَلِيمٌ» لأنه عالم لذاته} «هُوَ اَلَّذِي خَلَقَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيََّامٍ» لما في ذلك من اعتبار الملائكة بظهور شيء بعد شيء من جهته و لما في الإخبار به من المصلحة للمكلفين و لو لا ذلك لكان يخلقهما في لحظة واحدة لأنه القادر لذاته «ثُمَّ اِسْتَوىََ عَلَى اَلْعَرْشِ» المعروف في السماء و قيل استوى على الملك فمن قال بالأول قال استواؤه عليه كونه قادرا على خلقه و إفنائه و تصريفه قال البعيث :
ثم استوى بشر على العراق # من غير سيف و دم مهراق
و بشر هذا هو بشر بن مروان ولاه أخوه عبد الملك العراق و قيل معناه ثم عمد و قصد إلى خلق العرش و قد مر بيانه «يَعْلَمُ مََا يَلِجُ فِي اَلْأَرْضِ وَ مََا يَخْرُجُ مِنْهََا» أي يعلم ما يدخل في الأرض و يستتر فيها و يعلم ما يخرج من الأرض من سائر أنواع النبات و الحيوان و الجماد لا يخفى عليه شيء منها «وَ مََا يَنْزِلُ مِنَ اَلسَّمََاءِ وَ مََا يَعْرُجُ فِيهََا» أي و يعلم ما ينزل من السماء من مطر و غير ذلك من أنواع ما ينزل منها و يعلم ما يعرج في السماء من الملائكة و ما يرفع إليها من أعمال الخلق «وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مََا كُنْتُمْ» بالعلم الذي لا يخفى عليه شيء من أعمالكم و أحوالكم «وَ اَللََّهُ بِمََا تَعْمَلُونَ» من خير و شر «بَصِيرٌ» أي عليم} «لَهُ مُلْكُ
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 347