responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 346

(1) -

المعنى‌

«سَبَّحَ لِلََّهِ» أي نزهه و أثنى عليه بما هو أهله و برأه من كل سوء «مََا فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» قال مقاتل يعني كل شي‌ء من ذي الروح و غيره و كل خلق فيهما و لكن لا تفقهون تسبيحهم‌و تحقيقه أن العقلاء يسبحونه قولا و اعتقادا و لفظا و معنى و ما ليس بعاقل من سائر الحيوانات و الجمادات فتسبيحه ما فيه من الأدلة الدالة على وحدانيته و على الصفات التي باين بها جميع خلقه و ما فيه من الحجج على أنه لا يشبه خلقه و أن خلقه لا يشبهه فعبر سبحانه عن ذلك بالتسبيح و يجوز أن تكون ما هاهنا بمعنى من كما حكى أبو زيد عن أهل الحجاز أنهم كانوا إذا سمعوا الرعد قالوا سبحان ما سبحت له فيكون واقعا على العقلاء من الملائكة و الجن و الإنس «وَ هُوَ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ» أي القادر الذي لا يمتنع عليه شي‌ء المحكم لأفعاله العليم بوجوه الصواب في التدبير} «لَهُ مُلْكُ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» أي له التصرف في جميع ما في السماوات و الأرض من الموجودات بما يشاء من التصرف و ليس لأحد منعه منه و ذلك هو الملك الأعظم فإن كل ما يملكه من عداه فإنه سبحانه هو الذي ملكه إياه و له منعه منه «يُحْيِي وَ يُمِيتُ» أي يحيي الأموات للبعث و يميت الأحياء في الدنياو قيل يحيي الأموات بأن يجعل النطفة و هي جماد حيوانا و يميت الأحياء إذا بلغوا آجالهم التي قدرها لهم «وَ هُوَ عَلى‌ََ كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ» يقدر على المعدومات بإيجادها و إنشائها و على الموجودات بتغييرها و إفنائها و على أفعال العباد و مقدوراتهم بالإقدار عليها و سلبهم القدرة عليها} «هُوَ اَلْأَوَّلُ» أي أول الموجودات و تحقيقه أنه سابق لجميع الموجودات بما لا يتناهى من تقدير الأوقات لأنه قديم و ما عداه محدث و القديم يسبق المحدث بما لا يتناهى من تقدير الأوقات «وَ اَلْآخِرُ» بعد فناء كل شي‌ء لأنه يفني الأجسام كلها و ما فيها من الأعراض و يبقى‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 346
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست