responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 283

(1) - «وَ كُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ» فالخير يستقر بأهل الخير و الشر يستقر بأهل الشر عن قتادة و المعنى أن كل أمر من خير و شر مستقر ثابت حتى يجازى به صاحبه إما في الجنة أو في النار و قيل معناه لكل أمر حقيقة ما كان منه في الدنيا فسيظهر و ما كان منه في الآخرة فسيعرف عن الكلبي «وَ لَقَدْ جََاءَهُمْ» أي و لقد جاء هؤلاء الكفار «مِنَ اَلْأَنْبََاءِ» يعني الأخبار العظيمة في القرآن بكفر من تقدم من الأمم و إهلاكنا إياهم «مََا فِيهِ مُزْدَجَرٌ» أي متعظ و هو بمعنى المصدر أي و ازدجار عن الكفر و تكذيب الرسل‌} «حِكْمَةٌ بََالِغَةٌ» يعني القرآن حكمة تامة قد بلغت الغاية و النهاية «فَمََا تُغْنِ اَلنُّذُرُ» أي أي شي‌ء تنفع النذرمع تكذيب هؤلاء و إعراضهم و هو جمع النذير و قيل معناه فلا تغني النذر شيئا أي أن الأنبياء الذين بعثوا إليهم لا يغنون عنهم شيئا من عذاب الله الذي استحقوه بكفرهم لأنهم خالفوهم و لم يقبلوا منهم عن الجبائي و قيل النذر هي الزواجر المخوفة و آيات الوعيد ثم أمره سبحانه بالإعراض عنهم فقال‌} «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ» أي أعرض عنهم و لا تقابلهم على سفههم و هاهنا وقف تام «يَوْمَ يَدْعُ اَلدََّاعِ إِلى‌ََ شَيْ‌ءٍ نُكُرٍ» أي منكر غير معتاد و لا معروف بل أمر فظيع لم يروا مثله فينكرونه استعظاما و اختلف في الداعي فقيل هو إسرافيل يدعو الناس إلى الحشر قائما على صخرة بيت المقدس عن مقاتل و قيل بل الداعي يدعوهم إلى النار و يوم ظرف ليخرجون أي في هذا اليوم يخرجون من الأجداث و يجوز أن يكون التقدير في هذا اليوم يقول الكافرون و قوله‌ «خُشَّعاً أَبْصََارُهُمْ» يعني خاشعة أبصارهم أي ذليلة خاضعة عند رؤية العذاب و إنما وصف الأبصار بالخشوع لأن ذلة الذليل أو عزة العزيز تتبين في نظره و تظهر في عينه «يَخْرُجُونَ مِنَ اَلْأَجْدََاثِ» أي من القبور «كَأَنَّهُمْ جَرََادٌ مُنْتَشِرٌ» و المعنى أنهم يخرجون فزعين يدخل بعضهم في بعض و يختلط بعضهم ببعض لا جهة لأحد منهم فيقصدها كما أن الجراد لا جهة لها فتكون أبدا متفرقة في كل جهة قال الحسن الجراد يتلبد حتى إذا طلعت عليها الشمس انتشرت فالمعنى أنهم يكونون ساكنين في قبورهم فإذا دعوا خرجوا و انتشروا و قيل إنما شبههم بالجراد لكثرتهم و في هذه الآية دلالة على أن البعث إنما يكون لهذه البنية لأنها الكائنة في الأجداث خلافا لمن زعم أن البعث يكون للأرواح‌ «مُهْطِعِينَ إِلَى اَلدََّاعِ» أي مقبلين إلى صوت الداعي عن قتادة و قيل مسرعين إلى إجابة الداعي عن أبي عبيدة و قيل ناظرين قبل الداعي قائلين هذا يوم عسر عن الفراء و أبي علي الجبائي و هو قوله «يَقُولُ اَلْكََافِرُونَ هََذََا يَوْمٌ عَسِرٌ» أي صعب شديد و قد قيل أيضا في قوله «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ اَلدََّاعِ إِلى‌ََ شَيْ‌ءٍ نُكُرٍ» أقوال أخر (أحدها) أن المعنى فأعرض عنهم إذا تعرضوا لشفاعتك‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست