responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 282

282

(1) - إلى رسول الله ص فقالوا إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين فقال لهم رسول الله ص إن فعلت تؤمنون قالوا نعم و كانت ليلة بدرفسأل رسول الله ص ربه أن يعطيه ما قالوا فانشق القمر فرقتين و رسول الله ينادي يا فلان يا فلان اشهدوا و قال ابن مسعود انشق القمر على عهد رسول الله ص شقتين فقال لنا رسول الله ص اشهدوا اشهدوا و روي أيضا عن ابن مسعود أنه قال و الذي نفسي بيده لقد رأيت حراء بين فلقي القمر و عن جبير بن مطعم قال انشق القمر على عهد رسول الله ص حتى صار فرقتين على هذا الجبل و على هذا الجبل فقال ناس سحرنا محمد فقال رجل إن كان سحركم فلم يسحر الناس كلهم و قد روى حديث انشقاق القمر جماعة كثيرة من الصحابة منهم عبد الله بن مسعود و أنس بن مالك و حذيفة بن اليمان و ابن عمر و ابن عباس و جبير بن مطعم و عبد الله بن عمر و عليه جماعة المفسرين إلا ما روي عن عثمان بن عطاء عن أبيه أنه قال معناه و سينشق القمر و روي ذلك عن الحسن و أنكره أيضا البلخي و هذا لا يصح لأن المسلمين أجمعوا على ذلك فلا يعتد بخلاف من خالف فيه و لأن اشتهاره بين الصحابة يمنع من القول بخلافه و من طعن في ذلك بأنه لو وقع انشقاق القمر في عهد رسول الله ص لما كان يخفى على أحد من أهل الأقطار فقوله باطل لأنه يجوز أن يكون الله تعالى قد حجبه عن أكثرهم بغيم و ما يجري مجراه و لأنه قد وقع ذلك ليلا فيجوز أن يكون الناس كانوا نياما فلم يعلموا بذلك على أن الناس ليس كلهم يتأملون ما يحدث في السماء و في الجو من آية و علامة فيكون مثل انقضاض الكواكب و غيره مما يغفل الناس عنه‌و إنما ذكر سبحانه اقتراب الساعة مع انشقاق القمر لأن انشقاقه من علامة نبوة نبينا ص و نبوته و زمانه من أشراط اقتراب الساعة «وَ إِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا» هذا إخبار من الله تعالى عن عناد كفار قريش و أنهم إذا رأوا آية معجزة أعرضوا عن تأملها و الانقياد لصحتها عنادا و حسدا «وَ يَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ» أي قوي شديد يعلو كل سحر عن الضحاك و أبي العالية و قتادة و هو من إمرار الحبل و هو شدة فتله و استمر الشي‌ء إذا قوي و استحكم و قيل معناه سحر ذاهب مضمحل لا يبقى عن مجاهد و هو من المرور و قال المفسرون لما انشق القمر قال مشركو قريش سحرنا محمد فقال الله سبحانه «وَ إِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا» عن التصديق و الإيمان بها قال الزجاج و في هذا دلالة على أن ذلك قد كان و وقع و أقول و لأنه تعالى قد بين أن يكون آية على وجه الإعجاز و إنما يحتاج إلى الآية المعجزة في الدنيا ليستدل الناس بها على صحة النبوة و يعرف صدق الصادق لا في حال انقطاع التكليف و الوقت الذي يكون الناس فيه ملجئين إلى المعرفة و لأنه سبحانه قال «وَ يَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ» و في وقت الإلجاء لا يقولون للمعجز أنه سحر} «وَ كَذَّبُوا» أي بالآية التي شاهدوها «وَ اِتَّبَعُوا أَهْوََاءَهُمْ» في التكذيب و ما زين لهم الشيطان من الباطل الذي هم عليه‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست