نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 215
(1) -
يعثرن في حد الظباة كأنما # كسيت برود بني يزيد الأذرع
أي يعثرن و هن في حد الظباة و كقول الآخر:
و مستنة كاستنان الخروف # و قد قطع الحبل بالمرود
أي قطعه و فيه مروده و كذلك قراءة العامة «وَ جََاءَتْ سَكْرَةُ اَلْمَوْتِ بِالْحَقِّ» إن شئت علقت الباء بنفس جاءت و إن شئت علقتها بمحذوف و جاءت سكرة الموت و معها الحق.
اللغة
يقال عييت بالأمر إذا لم تعرف وجهه و تعذر ذلك عليك و أعييت إذا تعبت و كل ذلك من التعب إلا أن أحدهما في الطلب و الآخر فيما وقع الفراغ عنه و الوريد عرق في الحلق و هما وريدان في العنق عن يمين و شمال و كأنه العرق الذي يرد إليه ما ينصب من الرأس و حبل الوريد حبل العاتق و هو منفصل من الحلق إلى العاتق و الرقيب الحافظ و العتيد المعد للزوم الأمر .
المعنى
ثم ذكر سبحانه الأمم المكذبة تسلية للنبي ص و تهديدا للكفار فقال «كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ» من الأمم الماضية « قَوْمُ نُوحٍ » فأغرقهم الله «وَ أَصْحََابُ اَلرَّسِّ » و هم أصحاب البئر التي رسوا نبيهم فيها بعد أن قتلوه عن عكرمة و قيل الرس بئر قتل فيها صاحب ياسين عن الضحاك و قيل هم قوم كانوا باليمامة على آبار لهم عن قتادة وقيل هم أصحاب الأخدود و قيل كان سحق النساء في أصحاب الرس و روي ذلك عن أبي جعفر و أبي عبد الله (ع)«وَ ثَمُودُ » و هم قوم صالح «وَ عََادٌ » و هم قوم هود «وَ فِرْعَوْنُ وَ إِخْوََانُ لُوطٍ » أي و كذب فرعون موسى و قوم لوط لوطا و سماهم إخوانهلكونهم من نسبه} «وَ أَصْحََابُ اَلْأَيْكَةِ » و هم قوم شعيب «وَ قَوْمُ تُبَّعٍ » و هو تبع الحميري الذي ذكرناه عند قوله أَ هُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ«كُلٌّ» من هؤلاء المذكورين «كَذَّبَ اَلرُّسُلَ» المبعوثة إليهم و جحدوا نبوتهم «فَحَقَّ وَعِيدِ» أي وجب عليهم عذابي الذي أوعدتهم به فإذا كان مآل الأمم الخالية إذا كذبوا الرسل الهلاك و الدمار و إنكم معاشر العرب قد سلكتم مسالكهم في التكذيب و الإنكار فحالكم كحالهم في التباب و الخسار ثم قال سبحانه جوابا لقولهم ذلك رجع بعيد} «أَ فَعَيِينََا بِالْخَلْقِ اَلْأَوَّلِ» أي أ فعجزنا
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 215