نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 216
(1) - حين خلقناهم أولا و لم يكونوا شيئا فكيف نعجز عن بعثهم و إعادتهم و هذا تقرير لهم لأنهم اعترفوا بأن الله هو الخالق ثم أنكروا البعث و يقال لكل من عجز عن شيء عيي به ثم ذكر أنهم في شك من البعث بعد الموت فقال «بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ» أي بل هم في ضلال و شك من إعادة الخلق جديدا و اللبس منع من إدراك المعنى بما هو كالستر له و الجديد القريب الإنشاء } «وَ لَقَدْ خَلَقْنَا اَلْإِنْسََانَ» أراد به الجنس يعني ابنآدم «وَ نَعْلَمُ مََا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ» أي ما يحدث به قلبه و ما يخفي و يكن في نفسه و لا يظهره لأحد من المخلوقين «وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ» بالعلم «مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ» و هو عرق يتفرق في البدن يخالط الإنسان في جميع أعضائه و قيل هو عرق الحلق عن ابن عباس و مجاهد و قيل هو عرق متعلق بالقلب يعني نحن أقرب إليه من قلبه عن الحسن و قيل معناه نحن أعلم به ممن كان منه بمنزلة حبل الوريد في القرب و قيل معناه نحن أملك له من حبل وريده مع استيلائه عليه و قربه منه و قيل معناه نحن أقرب إليه بالإدراك من حبل الوريد لو كان مدركا ثم ذكر سبحانه أنه مع علمه به وكل به ملكين يحفظان عليه عمله إلزاما للحجة فقال} «إِذْ يَتَلَقَّى اَلْمُتَلَقِّيََانِ» فإذ متعلقة بقوله وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ* أي و نحن أعلم به و أملك له حين يتلقى المتلقيان و هما الملكان يأخذان منه عمله فيكتبانه كما يكتب المملى عليه «عَنِ اَلْيَمِينِ وَ عَنِ اَلشِّمََالِ قَعِيدٌ» أراد عن اليمين قعيد و عن الشمال قعيد فاكتفى بأحدهما عن الآخر و المراد بالقعيد هنا الملازم الذي لا يبرح لا القاعد الذي هو ضد القائم و قيل عن اليمين كاتب الحسنات و عن الشمال كاتب السيئات عن الحسن و مجاهد و قيل الحفظة أربعة ملكان بالنهار و ملكان بالليل عن الحسن } «مََا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاََّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ» أي ما يتكلم بكلام فيلفظه أي يرميه من فيه إلا لديه حافظ حاضر معه يعني الملك الموكل به إما صاحب اليمين و إما صاحب الشمال يحفظ عمله لا يغيب عنه و الهاء في لديه تعود إلى القول أو إلى القائل و عن أبي أمامة عن النبي ص قال إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ أو المسيء فإن ندم و استغفر الله منها ألقاها و إلا كتب واحدةو في رواية أخرى قال صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال فإذا عمل حسنة كتبها له صاحب اليمين بعشر أمثالها و إذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال له صاحب اليمينأمسك فيمسك عنه سبع ساعات فإن استغفر الله منها لم يكتب عليه شيء و إن لم يستغفر الله كتب له سيئة واحدةو عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ص إن الله تعالى وكل بعبده ملكين يكتبان عليه فإذا مات قالا يا رب قد قبضت عبدك فلانا فإلى أين قال سمائي مملوءة بملائكتي يعبدونني و أرضي مملوءة من خلقي يطيعونني اذهبا إلى قبر عبدي فسبحاني و كبراني و هللاني فاكتبا ذلك في حسنات عبدي إلى يوم القيامة«وَ جََاءَتْ
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 216