responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 190

(1) - بقوله لَعَذَّبْنَا أي لعذبنا الذين كفروا و أذنا لك في قتالهم حين جعلوا في قلوبهم الأنفة التي تحمي الإنسان أي حميت قلوبهم بالغضب ثم فسر تلك الحمية فقال «حَمِيَّةَ اَلْجََاهِلِيَّةِ» أي عادة آبائهم في الجاهليةأن لا يذعنوا لأحد و لا ينقادوا له و ذلك أن كفار مكة قالوا قد قتل محمد و أصحابه آباءنا و إخواننا و يدخلون علينا في منازلنا فتتحدث العرب أنهم دخلوا علينا على رغم أنفنا و اللات و العزى لا يدخلونها علينا فهذه الحمية الجاهلية التي دخلت قلوبهم و قيل هي أنفتهم من الإقرار لمحمد ص بالرسالة و الاستفتاح ببسم الله الرحمن الرحيم حيث أراد أن يكتب كتاب العهد بينهم عن الزهري «فَأَنْزَلَ اَللََّهُ سَكِينَتَهُ عَلى‌ََ رَسُولِهِ وَ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ اَلتَّقْوى‌ََ» و هي قول لا إله إلا الله عن ابن عباس و قتادة و مجاهد «وَ كََانُوا أَحَقَّ بِهََا وَ أَهْلَهََا» قيل أن فيه تقديما و تأخيرا و التقدير كانوا أهلها و أحق بها أي كان المؤمنون أهل تلك الكلمة و أحق بها من المشركين و قيل معناه و كانوا أحق بنزول السكينة عليهم و أهلها و قيل و كانوا أحق بمكة أن يدخلوها و أهلها و قد يكون حق أحق من غيره أ لا ترى أن الحق الذي هو طاعة يستحق بها المدح أحق من الحق الذي هو مباح لا يستحق به ذلك «وَ كََانَ اَللََّهُ بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ عَلِيماً» لما ذم الكفار بالحمية و مدح المؤمنين بلزوم الكلمة و السكينة بين علمه ببواطن سرائرهم و ما ينطوي عليه عقد ضمائرهم‌} «لَقَدْ صَدَقَ اَللََّهُ رَسُولَهُ اَلرُّؤْيََا بِالْحَقِّ» قالوا إن الله تعالى أرى نبيه ص في المنام بالمدينة قبل أن يخرج إلى الحديبية أن المسلمين دخلوا المسجد الحرام فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا و حسبوا أنهم داخلو مكة عامهم ذلك فلما انصرفوا و لم يدخلوا مكة قال المنافقون ما حلقناو لا قصرنا و لا دخلنا المسجد الحرام فأنزل الله هذه الآية و أخبر أنه أرى رسوله ص الصدق في منامه لا الباطل و أنهم يدخلونه و أقسم على ذلك فقال «لَتَدْخُلُنَّ اَلْمَسْجِدَ اَلْحَرََامَ » يعني العام المقبل «إِنْ شََاءَ اَللََّهُ آمِنِينَ» قال أبو العباس ثعلب استثنى الله فيما يعلم ليستثني الناس فيما لا يعلمون و قيل أن الاستثناء من الدخول و كان بين نزول الآية و الدخول مدة سنة و قد مات منهم أناس في السنة فيكون تقديره لتدخلن كلكم إن شاء الله إذ علم الله أن منهم من يموت قبل السنة أو يمرض فلا يدخلها فأدخل الاستثناء لأن لا يقع في الخبر خلف عن الجبائي و قيل أن الاستثناء داخل على الخوف و الأمن فأما الدخول فلا شك فيه و تقديره لتدخلن المسجد الحرام آمنين من العدو إن شاء الله فهذه الأقوال الثلاثة للبصريين و قيل إن أن هنا بمعنى إذ أي إذ شاء الله حين أرى رسوله ذلك عن أبي عبيدة و مثله قوله‌ وَ أَنْتُمُ اَلْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ قال معناه إذ كنتم و هذا القول لا يرتضيه البصريون «مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَ مُقَصِّرِينَ» أي محرمين يحلق بعضكم رأسه و يقصر بعض و هو أن يأخذ بعض الشعر و في هذا دلالة على أن المحرم بالخيار

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست