نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 191
(1) - عند التحلل من الإحرام إن شاء حلق و إن شاء قصر «لاََ تَخََافُونَ» مشركا «فَعَلِمَ» من الصلاح في صلح الحديبية «مََا لَمْ تَعْلَمُوا» و قيل علم في تأخير دخول المسجد الحرام من الخير و الصلاح ما لم تعلموه أنتم و هو خروج المؤمنين من بينهم و الصلح المبارك موقعه «فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذََلِكَ» أي من قبل الدخول «فَتْحاً قَرِيباً» يعني فتح خيبر عن عطا و مقاتل و قيل يعني صلح الحديبية .
[عمرة القضاء]
و كذلك جرى الأمر في عمرة القضاء في السنة التالية للحديبية و هي سنة سبعمن الهجرة في ذي القعدة و هو الشهر الذي صده فيه المشركون عن المسجد الحرام فخرج النبي ص و دخل مكة مع أصحابه معتمرين و أقاموا بمكة ثلاثة أيام ثم رجعوا إلى المدينة و عن الزهري قال بعث رسول الله ص جعفر بن أبي طالب (ع) بين يديه إلى ميمونة بنت الحرث العامرية فخطبها عليه فجعلت أمرها إلى العباس بن عبد المطلب و كان تحته أختها أم الفضل بنت الحرث فزوجها العباس رسول الله فلما قدم رسول الله ص أمر أصحابه فقال اكشفوا عن المناكب و اسعوا في الطواف ليرى المشركون جلدهم و قوتهم فاستكف أهل مكة الرجال و النساء و الصبيان ينظرون إلى رسول الله ص و أصحابه و هم يطوفون بالبيت و عبد الله بن رواحة يرتجز بين يدي رسول الله ص متوشحا بالسيف يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله # قد أنزل الرحمن في تنزيله
في صحف تتلى على رسوله # اليوم نضربكم على تأويله
كما ضربناكم على تنزيله # ضربا يزيل الهام عن مقيله
و يذهل الخليل عن خليله # يا رب إني مؤمن لقيله
إني رأيت الحق في قبوله
و يشير بيده إلى رسول الله ص و أنزل الله في تلك العمرة اَلشَّهْرُ اَلْحَرََامُ بِالشَّهْرِ اَلْحَرََامِ و هو أن رسول الله ص اعتمر في الشهر الحرام الذي صد فيه
المعنى
ثم قال سبحانه «هُوَ اَلَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ» يعني محمدا «بِالْهُدىََ» أي بالدليل الواضح و الحجة الساطعة و قيل بالقرآن «وَ دِينِ اَلْحَقِّ» أي الإسلام «لِيُظْهِرَهُ عَلَى اَلدِّينِ كُلِّهِ» أي ليظهر دين الإسلام بالحجج و البراهين على جميع الأديان و قيل بالغلبة و القهر و الانتشار في البلدان و قيل أن تمام
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 191