نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 17
(1) - الله سبحانه فقال} «فَلَنُذِيقَنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا عَذََاباً شَدِيداً» في الدنيا بالأسر و القتل يوم بدر و قيل في الآخرة «وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ اَلَّذِي كََانُوا يَعْمَلُونَ» أي نجازيهم بأقبح الجزاء على أقبح معاصيهم و هو الكفر و الشرك و خص الأسوأ بالذكر للمبالغة في الزجر و قيل: معناه لنجزينهم بأسوإ أعمالهم و هي المعاصي دون غيرها مما لا يستحق به العذاب} «ذََلِكَ» يعني ما تقدم الوعيد به «جَزََاءُ أَعْدََاءِ اَللََّهِ» الذين عادوه بالعصيان و الكفر و عادوا أولياءه من الأنبياء و المؤمنين «اَلنََّارُ» و هي النار و الكون فيها «لَهُمْ فِيهََا دََارُ اَلْخُلْدِ» أي منزل الدوام و التأبيد «جَزََاءُ» لهم و عقوبة «بِمََا كََانُوا بِآيََاتِنََا يَجْحَدُونَ» يعني القرآن يجحدون بأنه من عند الله عن مقاتل } «وَ قََالَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا» أي و سيقول الكفار في النار «رَبَّنََا أَرِنَا اَلَّذَيْنِ أَضَلاََّنََا مِنَ اَلْجِنِّ وَ اَلْإِنْسِ»يعنون إبليس الأبالسة و قابيل بن آدم أول من أبدع المعصية روي ذلك عن علي (ع) و قيل المراد بذلك كل من أبدع الكفر و الضلالة من الجن و الإنس و المراد باللذين جنس الجن و الإنس كما في قوله وَ اَلَّذََانِ يَأْتِيََانِهََا مِنْكُمْ«نَجْعَلْهُمََا تَحْتَ أَقْدََامِنََا لِيَكُونََا مِنَ اَلْأَسْفَلِينَ» تمنوا لشدة عداوتهم لهم و بغضهم إياهم بما أضلوهم و أغووهم أن يجعلوهم تحت أقدامهم في الدرك الأسفل من النار و قيل: إن المراد به ندوسهما و نطاؤهما بأقدامنا إذلالا لهما ليكونا من الأسفلين الأذلين قال ابن عباس ليكونا أشد عذابا منا و لما ذكر سبحانه وعيد الكفار عقبه بذكر الوعد للمؤمنين الأبرار فقال} «إِنَّ اَلَّذِينَ قََالُوا رَبُّنَا اَللََّهُ» أي وحدوا الله تعالىبلسانهم و اعترفوا به و صدقوا أنبياءه «ثُمَّ اِسْتَقََامُوا» أي استمروا على أن الله ربهم وحده لم يشركوا به شيئا عن مجاهد و قيل معناه ثم استقاموا على طاعته و أداء فرائضه عن ابن عباس و الحسن و قتادة و ابن زيد و قيل ثم استقاموا في أفعالهم كما استقاموا في أقوالهم و قيل ثم استقاموا على ما توجبه الربوبية من عبادته عن ابن مسلم و روي عن أنس قال قرأ علينا رسول الله ص هذه الآية ثم قال قد قالها ناس ثم كفر أكثرهم فمن قالها حتى يموت فهو ممن استقام عليها و روى محمد بن الفضيل قال سألت أبا الحسن الرضا (ع) عن الاستقامة فقال هي و الله ما أنتم عليه«تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ اَلْمَلاََئِكَةُ» يعني عند الموت عن مجاهد و السدي و روي ذلك عن أبي عبد الله (ع) و قيل تستقبلهم الملائكة إذا خرجوا من قبورهم في الموقف بالبشارة من الله عن الحسن و ثابت و قتادة و قيل في القيامة عن الجبائي و أبي مسلم و قيل أن البشرى تكون في ثلاثة مواطن عند الموت و في القبر و عند البعث عن وكيع بن الجراح «أَلاََّ تَخََافُوا وَ لاََ تَحْزَنُوا» أي تقولون لهم لا تخافوا عقاب الله و لا تحزنوا لفوات الثوابو قيل لا تخافوا مما أمامكم من أمور الآخرة و لا تحزنوا على ما وراءكم و على ما خلفتم من أهل و ولد عن عكرمة و مجاهد و قيل لا تخافوا و لا تحزنوا على
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 17