نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 158
(1) - أمره لكان خيرا لهم في دينهم و دنياهم من نفاقهم} «فَهَلْ عَسَيْتُمْ» يا معشر المنافقين «إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي اَلْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحََامَكُمْ» معناه إن توليتم الأحكام و وليتم أي جعلتم ولاة أن تفسدوا في الأرض بأخذ الرشاء و سفك الدم الحرام فيقتل بعضكم بعضا و يقطع بعضكم رحم بعض كما قتلت قريش بني هاشم و قتل بعضهم بعضا و قيل إن توليتم معناه إن أعرضتم عن كتاب الله و العمل بما فيه أن تعودوا إلى ما كنتم عليه في الجاهليةفتفسدوا بقتل بعضكم بعضا قال قتادة كيف رأيتم القوم حين تولوا عن القرآن أ لم يسفكوا الدم الحرام و قطعوا الأرحام و عصوا الرحمن ثم ذم الله سبحانه من يريد ذلك فقال} «أُولََئِكَ اَلَّذِينَ لَعَنَهُمُ اَللََّهُ» أي أبعدهم من رحمته «فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمىََ أَبْصََارَهُمْ» و معناه أنهم لا يعون الخبر و لا يبصرون ما به يعتبرون فكأنهم صم عمي عن أبي مسلم و قيل أنهم في الآخرة لا يهتدون إلى الجنة بمنزلة الأصم الأعمى في الدنيا عن أبي علي الجبائي و لا يجوز حمله على الصمم و العمى في الجارحة بلا خلاف لأنهم لو كانوا كذلك لما ذموا على أنهم لا يسمعون و لا يبصرون و إنما أطلق الصمم لأنه لا يكون إلا في الأذن و قرن العمي بالأبصار لأنه قد يكون بالبصر و بالقلب} «أَ فَلاََ يَتَدَبَّرُونَ اَلْقُرْآنَ » بأن يتفكروا فيه و يعتبروا به و قيل أ فلا يتدبرون القرآن فيقضوا ما عليهم من الحق عن أبي عبد الله (ع) و أبي الحسن موسى (ع)«أَمْ عَلىََ قُلُوبٍ أَقْفََالُهََا» معنى تنكير القلوب إرادة قلوب هؤلاء و من كان مثلهم من غيرهم و في هذا دلالة على بطلان قول من قال لا يجوز تفسير شيء من ظاهر القرآن إلا بخبر و سمع و فيه تنبيه أيضا على فساد قول من يقول إن الحديث ينبغي أن يروى على ما جاء و إن كان مخالفا لأصول الديانات في المعنى لأنه سبحانه دعا إلى التدبر و التفكر و ذلك مناف للتعامي و التجاهل ثم قال سبحانه} «إِنَّ اَلَّذِينَ اِرْتَدُّوا عَلىََ أَدْبََارِهِمْ» أي رجعوا عن الحق و الإيمان «مِنْ بَعْدِ مََا تَبَيَّنَ لَهُمُ اَلْهُدَى» أي من بعد ما بان لهم طريق الحق و هم المنافقون عن ابن عباس و الضحاك و السدي كانوا يؤمنون عند النبي ص ثم يظهرون الكفر فيما بينهم فتلك ردة منهم و قيل هم كفار أهل الكتاب كفروا بمحمد ص و قد عرفوه و وجدوا نعته مكتوبا عندهم عن قتادة و ليس في هذا دلالة على أن المؤمن قد يكفر لأنه لا يمتنع أن يكون المراد من رجع في باطنه عن الإيمان بعد أن أظهره و قامت الحجة عنده بصحته «اَلشَّيْطََانُ سَوَّلَ لَهُمْ» أي زين لهم خطاياهم عن الحسن و قيل أعطاهم سؤلهم و أمنيتهم إذ دعاهم إلى ما يوافق مرادهم و هواهم عن أبي مسلم «وَ أَمْلىََ لَهُمْ» أي طول لهم أملهم فاغتروا بهو قيل أوهمهم طول العمر مع الأمن من المكاره و أبعد لهم في الأمل و الأمنية.
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 158