نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 157
(1) -
القراءة
قرأ يعقوب و سهل و تقطعوا بفتح التاء و الطاء و سكون القاف و الباقون «وَ تُقَطِّعُوا» بالتشديد و ضم التاء و كسر الطاء و قرأ أهل البصرة و أملي لهم بضم الهمزة و فتح الياء و في رواية رويس عن يعقوب بسكون الياء و قرأ الباقون «وَ أَمْلىََ لَهُمْ» بفتح الهمزة و اللام و روي عن النبي ص فهل عسيتم إن وليتم و عن علي (ع) «إِنْ تَوَلَّيْتُمْ» قال أبو حاتم معناه إن تولاكم الناس.
الحجة
حجة من قرأ و تقطعوا بالتخفيف قوله تعالى «وَ يَقْطَعُونَ مََا أَمَرَ اَللََّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ» * و التشديد للمبالغة و قوله وليتم من الولاية و فيه دلالة على أن القراءة المشهورة «تَوَلَّيْتُمْ» معناه توليتم الأمر قال أبو علي قالوا انتظرته مليا من الدهر أي متسعا منه صفة استعمل استعمال الأسماء و قالوا تمليت حبيبا أي عشت معه ملاوة من الدهر و قالوا الملوان يريدون بهما تكرر الليل و النهار و طول مدتهما قال:
نهار و ليل دائم ملواهما # على كل حال المرء يختلفان
فلو كان الليل و النهار لم يضافا إلى ضميرهما من حيث لا يضاف الشيء إلى نفسه و لكن كأنه يراد تكرار الدهر و اتساعه بهما و الضمير في «أَمْلىََ لَهُمْ» لاسم الله كما قال وَ أُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ* فمن قرأ و أملي لهم فبني الفعل للمفعول به فإنه يحسن في هذا الموضع للعلم بأنهلا يؤخر أحد مدة أحد و لا يوسع له فيها إلا الله سبحانه.
المعنى
«طََاعَةٌ وَ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ» قد ذكرنا أن فيه مذهبين (أحدهما) أن يكون كلاما متصلا بما قبله و قد مر ذكره (و الآخر) أن يكون كلاما مبتدأ ثم اختلف في تقديره على وجهين (أحدهما) أن يكون مبتدأ محذوف الخبر ثم قيل إن معناه طاعة و قول معروف أمثل و أليق من أحوال هؤلاء المنافقين و قيل معناه طاعة و قول معروف خير لهم من جزعهم عند نزول فرض الجهاد عن الحسن و الوجه الآخر أنه خبر مبتدإ محذوف تقديره قولوا أمرنا طاعة و قول معروف أي حسن لا ينكره السامع و هذا أمر أمر الله به المنافقين عن مجاهد و قيل هو حكاية عنهم أنهم كانوا يقولون ذلك و يقتضيه قوله «فَلَوْ صَدَقُوا اَللََّهَ لَكََانَ خَيْراً لَهُمْ»«فَإِذََا عَزَمَ اَلْأَمْرُ» معناه فإذا جد الأمر و لزم فرض القتال و صار الأمر معزوما عليه و العزم العقد على الأمر بالإرادة لأن يفعله فإذا عقد العازم العزم على أن يفعله قيل عزم الأمرعلى طريق البلاغة و جواب إذا محذوف و يدل عليه قوله «فَلَوْ صَدَقُوا اَللََّهَ لَكََانَ خَيْراً لَهُمْ» و تقديره فإذا عزم الأمر نكلوا و كذبوا فيما وعدوا من أنفسهم فلو صدقوا الله فيما أمرهم به من الجهاد و امتثلوا
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 157