responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 12

(1) - «لِنُذِيقَهُمْ عَذََابَ اَلْخِزْيِ فِي اَلْحَيََاةِ اَلدُّنْيََا» أي فعلنا ذلك بهم لنذيقهم عذاب الهون و الذل و هو العذاب الذي يجزون في الدنيا فيوقنوا بقوة معذبهم و بقدرته عليهم و يظهر ذلك لمن رأى حالهم «وَ لَعَذََابُ اَلْآخِرَةِ أَخْزى‌ََ» و أفضح من ذلك «وَ هُمْ لاََ يُنْصَرُونَ» أي لا يدفع عنهم العذاب الذي ينزل بهم ثم ذكر قصة ثمود فقال «وَ أَمََّا ثَمُودُ فَهَدَيْنََاهُمْ» أي بينا لهم سبيل الخير و الشر عن قتادة و قيل دللناهم و بينا لهم الحق عن ابن عباس و السدي و ابن زيد «فَاسْتَحَبُّوا اَلْعَمى‌ََ عَلَى اَلْهُدى‌ََ» فاختاروا العمى في الدين على قبول الهدى و بئس الاختيار ذلك عن الحسن . و قيل اختاروا الكفر على الإيمان عن ابن زيد و الفراء «فَأَخَذَتْهُمْ صََاعِقَةُ اَلْعَذََابِ اَلْهُونِ» أي ذي الهون و هو الذي يهينهم و يخزيهم و قد قيل أن كل عذاب صاعقة لأن كل من يسمعها يصعق لها «بِمََا كََانُوا يَكْسِبُونَ» من تكذيبهم صالحا و عقرهم الناقة} «وَ نَجَّيْنَا اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ كََانُوا يَتَّقُونَ» الشرك أي و نجينا صالحا و من آمن به من العذاب ثم أخبر سبحانه عن أحوال الكفار يوم القيامة فقال «وَ يَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدََاءُ اَللََّهِ إِلَى اَلنََّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ» أي يحبس أولهم على آخرهم ليتلاحقوا و لا يتفرقوا و المعنى إذا حشروا وقفوا «حَتََّى إِذََا مََا جََاؤُهََا» أي جاءوا النار التي حشروا إليها «شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَ أَبْصََارُهُمْ وَ جُلُودُهُمْ بِمََا كََانُوا يَعْمَلُونَ» أي شهد عليهم سمعهم بما قرعه من الدعاء إلى الحق فأعرضوا عنه و لم يقبلوه و أبصارهم بما رأوا من الآيات الدالة على وحدانية الله فلم يؤمنوا و سائر جلودهم بما باشروه من المعاصي و الأفعال القبيحة و قيل في شهادة الجوارح قولان (أحدهما) أن الله تعالى يبنيها بنية الحي و يلجئها إلى الاعتراف و الشهادة بما فعله أصحابه (و الآخر) أن الله يفعل فيها الشهادة و إنما أضاف الشهادة إليها مجازا و قيل في ذلك أيضا وجه ثالث و هو أنه يظهر فيها أمارات دالة على كون أصحابها مستحقين للنار فسمي ذلك شهادة مجازا كما يقال عيناك تشهدان بسهرك و قيل أن المراد بالجلود هنا الفروج على طريق الكناية عن ابن عباس و المفسرين.

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست