responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 789

(1) - تقدير البدل من غير كأنه قال أ بعبادة غير الله تأمروني إلا أن الجار حذف كما حذف من قوله أمرتك الخير و صار التقدير بعد الحذف أ غير الله تأمروني عبادته فأضمر المفعول الثاني للأمر و المفعول الأول علامة المتكلم و أن أعبد بدل من غير و مثل هذا في البدل قوله‌ وَ مََا أَنْسََانِيهُ إِلاَّ اَلشَّيْطََانُ أَنْ أَذْكُرَهُ أي ما أنساني ذكره إلا الشيطان و أقول في بيانه و شرحه أن تقديره كان في الأصل أ فبعبادة غير الله تأمرونني ثم حذف الجار الذي هو الباء فوصل الفعل فنصبه فصار أ فبعبادة غير الله تأمرونني ثم حذف المضاف الذي هو عبادة و أقيم المضاف إليه الذي هو غير مقامه فصار أ فغير الله تأمرونني ثم جعل أعبد الذي تقديره أن أعبده و هو في معنى عبادته بدلا من غير الله و بيانا للمحذوف الذي هو عبادة في قوله أ فبعبادة غير الله فصار مثل قوله تعالى‌ «وَ مََا أَنْسََانِيهُ إِلاَّ اَلشَّيْطََانُ أَنْ أَذْكُرَهُ» و من قال أن قوله «أَعْبُدُ» في موضع نصب على الحال فلا وجه لقوله و أما على الوجه الأول و هو أن يكون غير الله منصوبا بأعبد فإنه يكون تأمرني اعتراضا بين العامل و المعمول. رجعنا إلى كلام أبي علي فأما تأمروني فالقياس تأمرونني و يدغم فيصير تأمروني و جاز الإدغام و إسكان النون المدغمة لأن قبلها حرف لين و هو الواو في تأمرونني و من خفف فقال تأمروني ينبغي أن يكون حذف النون الثانية المصاحبة لعلامة المنصوب المتكلم لأنها قد حذفت في مواضع نحو:

"يسوء الفاليات إذا فليني"

و إني و كأني و قدي و قدني و إنما قدرنا حذف الثانية لأن التكرير و التثقيل به وقع و لأن حذف الأولى لحن لأنها دلالة الرفع و على هذا يحمل قول الشاعر:

أ بالموت الذي لا بد أني # ملاق لا أباك تخوفيني‌

و فتح الياء من تأمروني و إسكانها جميعا سائغ حسن.

ـ

المعنى‌

لما أخبر الله سبحانه عن حال الكفار عقبه بذكر حال الأتقياء الأبرار فقال «وَ يُنَجِّي اَللََّهُ اَلَّذِينَ اِتَّقَوْا» معاصيه خوفا من عقابه «بِمَفََازَتِهِمْ» أي بمنجاتهم من النار و أصل المفازة المنجاة و بذلك سميت المفازة على وجه التفاؤل بالنجاة منها كما سموا اللديغ سليما «لاََ يَمَسُّهُمُ اَلسُّوءُ» أي لا يصيبهم المكروه و الشدة «وَ لاََ هُمْ يَحْزَنُونَ» على ما فاتهم من لذات الدنيا و لما ذكر الوعد و الوعيد بين سبحانه أنه القادر على كل شي‌ء بقوله‌} «اَللََّهُ خََالِقُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ» أي محدث كل شي‌ء و مبدعه‌ «وَ هُوَ عَلى‌ََ كُلِّ شَيْ‌ءٍ وَكِيلٌ»

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 789
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست