نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 790
(1) - أي حافظ مدبر} «لَهُ مَقََالِيدُ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» واحدها مقليد و مقلاد يريد مفاتيح السماوات و الأرض بالرزق و الرحمة عن ابن عباس و قتادة و قيل خزائن السماوات و الأرض يفتح الرزق على من يشاء و يغلقه عمن يشاء عن الضحاك «وَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا بِآيََاتِ اَللََّهِ أُولََئِكَ هُمُ اَلْخََاسِرُونَ» لأنهم يخسرون الجنة و نعيمها و يصلون النار و سعيرها ثم أعلم سبحانه أنه المعبود لا معبود سواه بقوله} «قُلْ» يا محمد لهؤلاء الكفار «أَ فَغَيْرَ اَللََّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ» أي أ تأمرونني أن أعبد غير الله «أَيُّهَا اَلْجََاهِلُونَ» فيما تأمرونني به إذ تأمرون بعبادة من لا يسمع و لا يبصر و لا ينفع و لا يضر ثم قال لنبيه ص} «وَ لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ» يا محمد «وَ إِلَى اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ» من الأنبياء و الرسل «لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ اَلْخََاسِرِينَ» قال ابن عباس هذا أدب عن الله تعالى لنبيه ص و تهديد لغيرهلأن الله تعالى قد عصمه من الشرك و مداهنة الكفار و ليس في هذا ما يدل على صحة القول بالإحباط على ما يذهب إليه أهل الوعيد لأن المعنى فيه أن من أشرك في عبادة الله غيره من الأصنام و غيرها وقعت عبادته على وجه لا يستحق عليها الثواب به و لذلك وصفها بأنها محبطة إذ لو كانت العبادة خالصة لوجه الله تعالى لاستحق عليها الثواب ثم أمر سبحانه بالتوحيد فقال} «بَلِ اَللََّهَ فَاعْبُدْ» أي وجه عبادتك إليه تعالى وحده دون الأصنام «وَ كُنْ مِنَ اَلشََّاكِرِينَ» الذين يشكرون الله على نعمه و يخلصون العبادة له قال الزجاج الله منصوب بقوله «فَاعْبُدْ» في قول البصريين و الكوفيين و الفاء جاءت على معنى المجازاة و المعنى قد تبينت فاعبد الله.
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 790