responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 787

(1) -

دعيني إن أمرك لن يطاعا # و ما ألفيتني حلمي مضاعا.

المعنى‌

لما أمر الله سبحانه باتباع الطاعات و اجتناب المقبحات تحذيرا من نزول العقوبات بين الغرض في ذلك بقوله «أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ» أي خوف أن تقول أو حذرا من أن تقول و المعنى كراهة أن تصيروا إلى حال تقولون فيها «يََا حَسْرَتى‌ََ عَلى‌ََ مََا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اَللََّهِ» أي يا ندامتي على ما ضيعت من ثواب الله عن ابن عباس و قيل قصرت في أمر الله عن مجاهد و السدي و قيل في طاعة الله عن الحسن قال الفراء الجنب القرب أي في قرب الله و جواره يقال فلان يعيش في جنب فلان أي في قربه و جواره و منه قوله تعالى‌ وَ اَلصََّاحِبِ بِالْجَنْبِ فيكون المعنى على هذا القول على ما فرطت في طلب جنب الله أي في طلب جواره و قربه و هو الجنة و قال الزجاج أي فرطت في الطريق الذي هو طريق الله‌فيكون الجنب بمعنى الجانب أي قصرت في الجانب الذي يؤدي إلى رضا الله و روى العياشي بالإسناد عن أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) أنه قال نحن جنب الله‌ «وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ اَلسََّاخِرِينَ» أي و إني كنت لمن المستهزءين بالنبي ص و القرآن و بالمؤمنين في دار الدنيا عن قتادة و السدي و قيل من الساخرين ممن يدعوني إلى الإيمان‌} «أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اَللََّهَ هَدََانِي لَكُنْتُ مِنَ اَلْمُتَّقِينَ» أي فعلنا ذلك كراهة أن تقول لو أراد الله هدايتي لكنت ممن يتقي معاصيه خوفا من عقابه و قيل إنهم لما لم ينظروا في الأدلة و أعرضوا عن القرآن و اشتغلوا بالدنيا و الأباطيل توهموا أن الله تعالى لم يهدهم فقالوا ذلك بالظن و لهذا رد الله عليهم بقوله «بَلى‌ََ قَدْ جََاءَتْكَ آيََاتِي» الآية و قيل معناه لو أن الله هداني إلى النجاة بأن يردني إلى حال التكليف لكنت ممن يتقي المعاصي عن الجبائي قال لأنهم يضطرون يوم القيامة إلى العلم بأن الله قد هداهم‌ «أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى اَلْعَذََابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ اَلْمُحْسِنِينَ» أي لو أن لي رجعة إلى الدنيا فأكون من الموحدين المطيعين ثم قال سبحانه منكرا على هذا القائل‌} «بَلى‌ََ» أي ليس كما قلت «قَدْ جََاءَتْكَ آيََاتِي» أي حججي و دلالاتي «فَكَذَّبْتَ بِهََا» و أنفت من اتباعها و ذلك قوله «وَ اِسْتَكْبَرْتَ وَ كُنْتَ مِنَ اَلْكََافِرِينَ» بها و إنما قال جاءتك و إن كانت النفس مؤنثة لأن المراد بالنفس هنا الإنسان و روي في الشواذ عن عاصم و الجحدري و يحيى بن يعمر بكسر الكاف و التاءات «بَلى‌ََ قَدْ جََاءَتْكَ آيََاتِي فَكَذَّبْتَ بِهََا وَ اِسْتَكْبَرْتَ وَ كُنْتَ مِنَ اَلْكََافِرِينَ» } «وَ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ تَرَى اَلَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اَللََّهِ» فزعموا أن له شريكا و ولدا «وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ» الذين تكبروا عن الإيمان بالله هذا استفهام تقرير أي فيها مثواهم و مقامهم و روى العياشي بإسناده عن خيثمة قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول من حدث عنا بحديث فنحن سائلوه عنه يوما فإن صدق علينا فإنما يصدق على الله و على رسوله و إن كذب علينا فإنما

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 787
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست