responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 766

(1) - ثم خلق من بعد ذلك حواء من ضلع من أضلاعه على ما ورد في الأخبار و هذا ضعيف و قد مضى الكلام عليه «وَ أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ اَلْأَنْعََامِ ثَمََانِيَةَ أَزْوََاجٍ» اختلف في معناه على وجوه (أحدها) أن معنى الإنزال هنا الأحداث و الإنشاء كقوله‌ قَدْ أَنْزَلْنََا عَلَيْكُمْ لِبََاساً و لم ينزل اللباس و لكن أنزل الماء الذي هو سبب القطن و الصوف و اللباس يكون منهما فكذلك الأنعام تكون بالنبات و النبات يكون بالماء (و الثاني) أنه أنزلها بعد أن خلقها في الجنة عن الجبائي قال و في الخبر الشاة من دواب الجنة و الإبل من دواب الجنة (و الثالث) أن المعنى جعلها نزلا و رزقا لكم و يعني بالأزواج الثمانية من الأنعام الإبل و البقر و الغنم و الضأن و المعز من كل صنف اثنان هما زوجان و هو مفسر في سورة الأنعام «يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهََاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ» نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما ثم يكسو العظام لحما ثم ينشئ خلقا آخر عن قتادة و مجاهد و السدي و قيل خلقا في بطون الأمهات بعد الخلق في ظهر آدم عن ابن زيد «فِي ظُلُمََاتٍ ثَلاََثٍ» ظلمة البطن و ظلمة الرحم و ظلمة المشيمة عن ابن عباس و مجاهد و قتادة و السدي و ابن زيد و هو المروي عن أبي جعفر (ع) و قيل ظلمة الليل أو ظلمة صلب الرجل و ظلمة الرحم و ظلمة البطن ثم خاطب سبحانه خلقه فقال «ذََلِكُمُ اَللََّهُ» الذي خلق هذه الأشياء «رَبُّكُمْ» الذي يملك التصرف فيكم «لَهُ اَلْمُلْكُ» على جميع المخلوقات «لاََ إِلََهَ إِلاََّ هُوَ فَأَنََّى تُصْرَفُونَ» عن طريق الحق بعد هذا البيان مثل قوله‌ «فَأَنََّى تُؤْفَكُونَ» «إِنْ تَكْفُرُوا» أي تجحدوا نعمة الله تعالى و لم تشكروه «فَإِنَّ اَللََّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ» و عن شكركم فلا يضره كفركم «وَ لاََ يَرْضى‌ََ لِعِبََادِهِ اَلْكُفْرَ» و في هذا أوضح دلالة على أنه سبحانه لا يريد الكفر الواقع من العباد لأنه لو أراده لوجب متى وقع أن يكون راضيا به لعبده لأن الرضاء بالفعل ليس إلا ما ذكرناه أ لا ترى أنه يستحيل أن نريد من غيرنا شيئا و يقع منه على ما نريده فلا نكون راضين به أو أن نرضى شيئا و لم نرده البتة «وَ إِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ» أي و أن تشكروا الله تعالى على نعمه و تعترفوا بها يرضه لكم و يرده منكم و يثبكم عليه و الهاء في يرضه كناية عن المصدر الذي دل عليه و إن تشكرواو التقدير يرضى الشكر لكم كقولهم من كذب كان شرا له أي كان الكذب شرا له «وَ لاََ تَزِرُ وََازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‌ََ» أي لا تحمل حاملة ثقل أخرى و المعنى لا يؤاخذ بالذنب إلا من يرتكبه و يفعله «ثُمَّ إِلى‌ََ رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ» أي مصيركم «فَيُنَبِّئُكُمْ بِمََا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» أي يخبركم بما عملتموه و يجازيكم بحسب ذلك «إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذََاتِ اَلصُّدُورِ» فلا يخفى عليه سر و علانية} «وَ إِذََا مَسَّ اَلْإِنْسََانَ ضُرٌّ» من شدة و مرض و قحط و غير ذلك «دَعََا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ» أي راجعا إليه وحده لا يرجو سواه «ثُمَّ إِذََا خَوَّلَهُ» أي أعطاه «نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مََا كََانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ» أي نسي الضر الذي كان ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 766
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست