responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 721

(1) -

المعنى‌

ثم أقسم سبحانه فقال «وَ لَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنََا لِعِبََادِنَا اَلْمُرْسَلِينَ» أي سبق الوعد منا لعبادنا الذين بعثناهم إلى الخلق‌} «إِنَّهُمْ لَهُمُ اَلْمَنْصُورُونَ» في الدنيا و الآخرة على الأعداء بالقهر و الغلبة و بالحجج الظاهرة و قيل معناه سبقت كلمتنا لهم بالسعادة ثم ابتدأ فقال «إِنَّهُمْ» أي إن المرسلين «لَهُمُ اَلْمَنْصُورُونَ» و اللام للتأكيد و هم فصل و قيل عنى بالكلمة قوله‌ كَتَبَ اَللََّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِي الآية و سميت جملة من الكلام بأنها كلمة لانعقاد بعض معانيه ببعض حتى صار خبرا واحدا و قصة واحدة كالشي‌ء الواحد قال الحسن المراد بالآية نصرتهم في الحرب فإنه لم يقتل نبي من الأنبياء قط في الحرب و إنما قتل من قتل منهم غيلة أو على وجه آخر في غير الحرب و إن مات نبي قبل النصرة أو قتل فقد أجرى الله تعالى العادة بأن ينصر قومه من بعده فيكون في نصرة قومه نصرة له فقد تحقق قوله «إِنَّهُمْ لَهُمُ اَلْمَنْصُورُونَ» و قال السدي المراد بالآية النصر بالحجة} «وَ إِنَّ جُنْدَنََا لَهُمُ اَلْغََالِبُونَ» أضاف المؤمنين إلى نفسه و وصفهم بأنهم جنده تشريفا و تنويها بذكرهم حيث قاموا بنصرة دينه و قيل معناه إن رسلنا هم المنصورون لأنهم جندنا و إن جندنا هم الغالبون يقهرون الكفار بالحجة تارة و بالفعل أخرى ثم قال لنبيه ص‌} «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ» أي أعرض عن هؤلاء الكفار «حَتََّى حِينٍ» أي إلى وقت نأمرك فيه بقتالهم يعني يوم بدر عن مجاهد و السدي و قيل إلى يوم الموت عن ابن عباس و قتادة و قيل إلى يوم القيامة و قيل إلى انقضاء مدة الإمهال‌} «وَ أَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ» أي أنظرهم و أبصر ما ضيعوا من أمر الله فسوف يرون العذاب عن ابن زيد و قيل و أبصرهم إذا نزل بهم العذاب فسوف يبصرون و قيل و أبصر حالهم بقلبك فسوف يبصرون ذلك في القيامة معاينة و في هذا إخبار بالغيب لأنه وعد نبيه ص بالنصر و الظفر فوافق المخبر الخبر و كأنهم قالوا متى هذا العذاب فأنزل الله‌} «أَ فَبِعَذََابِنََا يَسْتَعْجِلُونَ» أي يطلبون تعجيل عذابنا} «فَإِذََا نَزَلَ بِسََاحَتِهِمْ» أي إذا نزل العذاب بأفنية دورهم كما يستعجلون «فَسََاءَ صَبََاحُ اَلْمُنْذَرِينَ» أي فبئس الصباح صباح من خوف و حذر فلم يحذر و لم يخف و الساحة فناء الدار و فضاؤها الواسع فالمراد أن العذاب لعظمه لا يسعه إلا الساحة ذات الفضاء الواسع و قيل نزل بساحتهم أي بدارهم عن السدي و كانت العرب تفاجئ أعداءها بالغارات صباحا فخرج الكلام على‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 721
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست