responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 707

(1) - جميعها صحيحة ضربان (أحدهما) أن يأتي الشي‌ء كما رأوه و منه قوله سبحانه‌ لَقَدْ صَدَقَ اَللََّهُ رَسُولَهُ اَلرُّؤْيََا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ اَلْمَسْجِدَ اَلْحَرََامَ الآية (و الآخر) أن يكون عبارة عن خلاف الظاهر مما رأوه في المنام و ذلك كرؤيا يوسف الأحد عشر كوكبا و الشمس و القمر ساجدين و كان رؤيا إبراهيم من هذا القبيل لكنه لم يأمن أن يكون ما رآه مما يلزمه العمل به على الحقيقة و لا يسعه غير ذلك فلما أسلما أعلمه الله سبحانه أنه صدق الرؤيا بما فعله و فدى ابنه من الذبح بالذبح «قََالَ يََا أَبَتِ اِفْعَلْ مََا تُؤْمَرُ» أي ما أمرت به «سَتَجِدُنِي إِنْ شََاءَ اَللََّهُ مِنَ اَلصََّابِرِينَ» أي ستصادفني بمشيئة الله و حسن توفيقه ممن يصبر على الشدائد في جنب الله و يسلم لأمره «فَلَمََّا أَسْلَمََا» أي استسلما لأمر الله و رضيا به و أطاعاه‌و قيل معناه سلم الأب ابنه لله و سلم الابن نفسه لله «وَ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ» أي أضجعه على جبينه عن الحسن و قيل معناه وضع جبينه على الأرض لئلا يرى وجهه فتلحقه رقة الآباء عن ابن عباس و روي أنه قال اذبحني و أنا ساجد لا تنظر إلى وجهي فعسى أن ترحمني فلا تذبحني‌} «وَ نََادَيْنََاهُ أَنْ يََا إِبْرََاهِيمُ » تقديره ناديناه بأن يا إبراهيم أي بهذا الضرب من القول‌} «قَدْ صَدَّقْتَ اَلرُّؤْيََا» أي فعلت ما أمرت به في الرؤيا «إِنََّا كَذََلِكَ نَجْزِي اَلْمُحْسِنِينَ» أي كما جزيناه بالعفو عن ذبح ابنه نجزي من سلك طريقهما في الإحسان بالاستسلام و الانقياد لأمر الله‌} «إِنَّ هََذََا لَهُوَ اَلْبَلاََءُ اَلْمُبِينُ» أي إن هذا لهو الامتحان الظاهر و الاختبار الشديد و قيل إن هذا لهو النعمة الظاهرة و تسمى النعمة بلاء بسببها المؤدي إليها كما يقال لأسباب الموت هي الموت لأنها تؤدي إليه‌و اختلف العلماء في الذبيح على قولين (أحدهما) أنه إسحاق و روي ذلك عن علي (ع) و ابن مسعود و قتادة و سعيد بن جبير و مسروق و عكرمة و عطا و الزهري و السدي و الجبائي و القول الآخر أنه إسماعيل عن ابن عباس و ابن عمر و سعيد بن المسيب و الحسن و الشعبي و مجاهد و الربيع بن أنس و الكلبي و محمد بن كعب القرظي و كلا القولين قد رواه أصحابنا عن أئمتنا (ع) إلا أن الأظهر في الروايات أنه إسماعيل و يعضده قوله بعد قصة الذبح «وَ بَشَّرْنََاهُ بِإِسْحََاقَ نَبِيًّا مِنَ اَلصََّالِحِينَ» و من قال إنه بشر بنبوة إسحاق فقد ترك الظاهر و لأنه قال في موضع آخر فَبَشَّرْنََاهََا بِإِسْحََاقَ وَ مِنْ وَرََاءِ إِسْحََاقَ يَعْقُوبَ فبشره بإسحاق و بأنه سيولد له يعقوب فكيف يبشره بذرية إسحاق ثم يأمره بذبح إسحاق مع ذلك و قد صح‌ عن النبي ص أنه قال أنا ابن الذبيحين‌ و لا خلاف أنه من ولد إسماعيل و الذبيح الآخر هو عبد الله أبوه و حجة من قال إنه إسحاق أن أهل الكتابين أجمعوا على ذلك و جوابه أن إجماعهم ليس بحجة و قولهم غير مقبول‌و روى محمد ابن إسحاق عن محمد بن كعب القرظي قال كنت عند عمر بن عبد العزيز فسألني عن الذبيح فقلت إسماعيل و استدللت بقوله «وَ بَشَّرْنََاهُ بِإِسْحََاقَ نَبِيًّا مِنَ اَلصََّالِحِينَ» فأرسل إلى رجل بالشام

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 707
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست