نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 586
(1) - حملها و ضيعها لظلمه على نفسه و لجهله بمبلغ الثواب و العقاب عن أبي مسلم (و ثالثها) أنه على وجه التقدير إلا أنه أجري عليه لفظ الواقع لأن الواقع أبلغ من المقدر. معناه لو كانت السماوات و الأرض و الجبال عاقلة ثم عرضت عليها الأمانة و هي وظائف الدين أصولا و فروعا و ما ذكرناه من الأقاويل فيها بما فيها من الوعد و الوعيد عرض تخيير لاستثقلت ذلك مع كبر أجسامها و شدتها و قوتها و لامتنعت من حملها خوفا من القصور عن أداء حقها ثم حملها الإنسان مع ضعف جسمه و لم يخف الوعيد لظلمه و جهله و على هذا يحمل ما روي عن ابن عباس أنها عرضت على نفس السماوات و الأرض فامتنعت من حملها (و رابعها) أن معنى العرض و الإباء ليس هو ما يفهم بظاهر الكلام بل المراد تعظيم شأن الأمانة لا مخاطبة الجماد و العرب تقول سألت الربعو خاطبت الدار فامتنعت عن الجواب و إنما هو إخبار عن الحال عبر عنه بذكر الجواب و السؤال و تقول أتى فلان بكذب لا تحمله الجبال و قال سبحانه فَقََالَ لَهََا وَ لِلْأَرْضِ اِئْتِيََا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قََالَتََا أَتَيْنََا طََائِعِينَ و خطاب من لا يفهم لا يصح و قال الشاعر:
فأجهشت للبوباة حين رأيته # و كبر للرحمن حين رآني
فقلت له أين الذين عهدتهم # بجنبك في خفض و طيب زمان
فقال مضوا و استودعوني بلادهم # و من ذا الذي يبقى على الحدثان
و قال آخر:
فقال لي البحر إذ جئته # و كيف يجيب ضرير ضريرا
فالأمانة على هذا ما أودع الله السماوات و الأرض و الجبال من الدلائل على وحدانيته و ربوبيته فأظهرتها و الإنسان الكافر كتمها و جحدها لظلمه و جهله و بالله التوفيق و لم يرد بقوله الإنسان جميع الناس بل هو مثل قوله «إِنَّ اَلْإِنْسََانَ لَفِي خُسْرٍ و إِنَّ اَلْإِنْسََانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ» و فَأَمَّا اَلْإِنْسََانُ إِذََا مَا اِبْتَلاََهُ رَبُّهُ و الأنبياء و الأولياء و المؤمنون عن عموم هذه الآية خارجون و لا يجوز أن يكون الإنسان محمولا على آدم (ع) لقوله «إِنَّ اَللََّهَ اِصْطَفىََ آدَمَ » و كيف يكون من اصطفاه الله من بين خلقه موصوفا بالظلم و الجهل ثم بين سبحانه الغرض الصحيح و الحكمة
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 586