responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 585

(1) - إذ قتل هابيل عن السدي و الضحاك و اختلف في معنى عرض الأمانة على هذه الأشياء و قيل فيه أقوال (أحدها) أن المراد العرض على أهلهافحذف المضاف و أقيم المضاف إليه مقامه و عرضها عليهم هو تعريفه إياهم أن في تضييع الأمانة الإثم العظيم و كذلك في ترك أوامر الله تعالى و أحكامه فبين سبحانه جرأة الإنسان على المعاصي و إشفاق الملائكة من ذلك فيكون المعنى عرضنا الأمانة على أهل السماوات و الأرض و الجبال من الملائكة و الجن و الإنس «فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهََا» أي فأبى أهلهن أن يحملوا تركها و عقابها و المأثم فيها «وَ أَشْفَقْنَ مِنْهََا» أي و أشفقن أهلهن من حملها «وَ حَمَلَهَا اَلْإِنْسََانُ إِنَّهُ كََانَ ظَلُوماً» لنفسه بارتكاب المعاصي «جَهُولاً» بموضع الأمانة في استحقاق العقاب على الخيانة فيها عن أبي علي الجبائي و قال إذا لم يصح حمله على نفس السماوات و الأرض و الجبال فلا بد أن يكون المراد به أهلها لأنه يجب أن يكون المراد به المكلفين دون غيرهم لأن ذلك لا يصح إلا فيهم و لا بد من أن يكون المراد بحمل الأمانة تضييعهالأن نفس الأمانة قد حملتها الملائكة و قامت بها قال الزجاج كل من خان الأمانة فقد حملها و من لم يحمل الأمانة فقد أداها و كذلك كل من أثم فقد احتمل الإثم قال الله سبحانه‌ وَ لَيَحْمِلُنَّ أَثْقََالَهُمْ وَ أَثْقََالاً مَعَ أَثْقََالِهِمْ فقد أعلم الله سبحانه أن من باء بالإثم يسمى حاملا للإثم و هو قول الحسن لأنه قال الكافر و المنافق حملا الأمانة أي خانا و لم يطيعا و أنشد بعضهم في حمل الأمانة بمعنى الخيانة قول الشاعر:

إذا أنت لم تبرح تؤدي أمانة # و تحمل أخرى أفرحتك الودائع‌

و أقول أن الظاهر لا يدل على ذلك لأنه لا يجوز أن يكون المراد بالحمل هنا قبول الأمانة لأن الشاعر جعله في مقابلة الأداء فكأنه قال إذا كنت لا تزال تقبل أمانة و تؤدي أخرى شغلت نفسك بقبول الودائع و أدائها فأثقلتك (و ثانيها) أن معنى عرضنا عارضنا و قابلنا فإن عرض الشي‌ء على الشي‌ء و معارضته به سواء و الأمانة ما عهد الله سبحانه إلى عباده من أمره و نهيه و أنزل فيه الكتب و أرسل الرسل و أخذ عليه الميثاق‌و المعنى أن هذه الأمانة في جلالة موقعها و عظم شأنها لو قيست بالسماوات و الأرض و الجبال و عورضت بها لكانت هذه الأمانة أرجح و أثقل وزنا و معنى قوله «فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهََا» ضعفن عن حملها كذلك «وَ أَشْفَقْنَ مِنْهََا» لأن الشفقة ضعف القلب و لذلك صار كناية عن الخوف الذي يضعف عنده القلب ثم قال إن هذه الأمانة التي من صفتها أنها أعظم من هذه الأشياء العظيمة تقلدها الإنسان فلم يحفظها بل‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 585
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست