responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 427

(1) - حمله على شي‌ء مما ذكرناه تبينت موضع إغفاله في المسألة و أقول و بالله التوفيق إن البدل هنا صحيح فإنه إذا قال أ حسبوا أن يقولوا آمنا و هم لا يفتنون و قوله «وَ هُمْ لاََ يُفْتَنُونَ» جملة في موضع الحال فكأنه قال أ حسبوا أن يدعو الإيمان غير مختبرين ممتحنين بمشاق التكليف‌فيكون التقدير في معنى الآية أ حسبوا أن يتركوا أ حسبوا أن يهملوا و لا شك أن الإهمال في معنى الترك فيكون الثاني في معنى الأول بعينه و أما الوجه الأول فإنك لو قدرت اللام فقلت لأن يقولوا أو الباء فقلت بأن يقولوا فلا شك أن الحرف يتعلق بيتركوا فإن الجار و المجرور في موضع نصب به فتساهل الزجاج في العبارة عن المجرور بأنه منصوب و قوله «سََاءَ مََا يَحْكُمُونَ» ما هذه يحتمل وجهين (أحدهما) أن يكون اسما مفردا نكرة في موضع النصب على التمييز و التقدير ساء حكما يحكمون (و الثاني) أن يكون حرفا موصولا و يحكمون صلته و تقديره ساء الحكم حكمهم.

النزول‌

قيل نزلت الآية في عمار بن ياسر و كان يعذب في الله عن ابن جريج و قيل نزلت في أناس مسلمين كانوا بمكة فكتب إليهم من كان في المدينة أنه لا يقبل منكم الإقرار بالإسلام حتى تهاجروا فخرجوا إلى المدينة فاتبعهم المشركون فآذوهم و قاتلوهم فمنهم من قتل و منهم من نجا عن الشعبي و قيل أنه أراد بالناس الذين آمنوا بمكة سلمة بن هشام و عياش ابن أبي ربيعة و الوليد بن الوليد و عمار بن ياسر و غيرهم عن ابن عباس .

المعنى‌

} «الم ` أَ حَسِبَ اَلنََّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنََّا وَ هُمْ لاََ يُفْتَنُونَ» أي أ ظن الناس أن يقنع منهم بأن يقولوا إنا مؤمنون فقط و يقتصر منهم على هذا القدر و لا يمتحنون بما تبين به حقيقة إيمانهم هذا لا يكون و هذا استفهام إنكار و توبيخ و قيل إن معنى يفتنون يبتلون في أنفسهم و أموالهم عن مجاهد و هو المروي عن أبي عبد الله (ع) و يكون المعنى و لا يشدد عليهم التكليف و التعبد و لا يؤمرون و لا ينهون و قيل معناه و لا يصابون بشدائد الدنيا و مصائبها أي أنها لا تندفع بقولهم آمنا و قال الحسن معناه أ حسب الناس أن يتركوا أن يقولوا لا إله إلا الله و لا يختبروا أ صدقوا أم كذبوا يعني أن مجرد الإقرار لا يكفي و الأولى حمله على الجميع إذ لا تنافي فإن المؤمن يكلف بعد الإيمان بالشرائع و يمتحن في النفس و المال و يمنى بالشدائد و الهموم و المكاره فينبغي أن يوطن نفسه على هذه الفتنة ليكون الأمر أيسر عليه إذا نزل به ثم أقسم سبحانه فقال‌} «وَ لَقَدْ فَتَنَّا اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ» أي و لقد ابتلينا الذين من قبل أمة محمد ص من سالف الأمم بالفرائض التي افترضناها عليهم أو بالشدائد و المصائب على حسب اختلافهم و ذكر ذلك تسلية للمؤمنين قال ابن عباس منهم إبراهيم خليل الرحمن و قوم‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 427
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست