responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 428

(1) - كانوا معه و من بعده نشروا بالمناشير على دين الله فلم يرجعوا عنه و قال غيره يعني بني إسرائيل ابتلوا بفرعون يسومونهم سوء العذاب «فَلَيَعْلَمَنَّ اَللََّهُ اَلَّذِينَ صَدَقُوا» في إيمانهم «وَ لَيَعْلَمَنَّ اَلْكََاذِبِينَ» فيه و إنما قال فليعلمن مع أن الله سبحانه كان عالما فيما لم يزل بأن المعلوم سيحدث لأنه لا يصح وصفه سبحانه فيما لم يزل بأنه عالم بأنه حادث و إنما يعلمه حادثا إذا حدث و قيل معناه فليميزن الله الذين صدقوا من الذين كذبوا بالجزاء و المكافاة و عبر عن الجزاء و التمييز بالعلم لأن كل ذلك إنما يحصل بالعلم فأقام السبب مقام المسبب و مثله في إقامة السبب مقام المسبب قوله تعالى‌ «كََانََا يَأْكُلاََنِ اَلطَّعََامَ» فهذا سبب قضاء الحاجة فكني بذكره عنها و معنى صدقوا أي ثبتوا على الشدائد و كذبوا أي لم يثبتوا و منه قول زهير :

إذا ما الليث كذب عن أقرانه صدقا

«أَمْ حَسِبَ اَلَّذِينَ يَعْمَلُونَ اَلسَّيِّئََاتِ أَنْ يَسْبِقُونََا» أم هذه استفهام منقطع عما قبله و ليست التي هي معادلة الهمزة و المعنى بل أ حسب الذين يفعلون الكفر و القبائح أن يفوتونا فوت السابق لغيره و يعجزونا فلا نقدر على أخذهم و الانتقام منهم «سََاءَ مََا يَحْكُمُونَ» أي بئس الشي‌ء الذي يحكمون ظنهم أنهم يفوتوننا و روى العياشي بالإسناد عن أبي الحسن (ع) قال جاء العباس إلى أمير المؤمنين (ع) فقال له امش حتى نبايع لك الناس فقال أ تراهم فاعلين قال نعم فأين قول الله «الم ` أَ حَسِبَ اَلنََّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنََّا» الآيات‌ «مَنْ كََانَ يَرْجُوا لِقََاءَ اَللََّهِ» أي من كان يأمل لقاء ثواب الله و قيل معناه من كان يخاف عقاب الله عن سعيد بن جبير و السدي و الرجاء قد يكون بمعنى الخوف كما في قول الشاعر:

إذا لسعته النحل لم يرج لسعها # و حالفها في بيت نوب عواسل‌

و المعنى من كان يخشى البعث و يخاف الجزاء و الحساب أو يأمل الثواب فليبادر بالطاعة قبل أن يلحقه الأجل «فَإِنَّ أَجَلَ اَللََّهِ لَآتٍ» أي الوقت الذي وقته الله للثواب و العقاب جاء لا محالة «وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ» لأقوالكم «اَلْعَلِيمُ» بما في ضمائركم.

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 428
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست