نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 409
(1) - الدين بدعائنا إياهم إلى الضلال كما ضللنا نحن بأنفسنا «تَبَرَّأْنََا إِلَيْكَ» منهم و من أفعالهم قال الزجاج برىء بعضهم من بعض و صاروا أعداء كما قال سبحانه اَلْأَخِلاََّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ«مََا كََانُوا إِيََّانََا يَعْبُدُونَ» أي لم يكونوا يعبدوننا بل كانوا يعبدون الشياطين الذين زينوا لهم عبادتنا و قيل معناه لم يعبدونا باستحقاق و حجة} «وَ قِيلَ اُدْعُوا شُرَكََاءَكُمْ» أي و يقال للأتباع ادعوا الذين عبدتموهم من دون الله و زعمتم أنهم شركائي لينصروكم و يدفعوا عنكم عذاب اللهو إنما أضاف الشركاء إليهم لأنه لا يجوز أن يكون لله شريك و لكنهم كانوا يزعمون أنها شركاء لله بعبادتهم إياهم «فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ» أي فيدعونهم فلا يجيبونهم إلى ملتمسهم «وَ رَأَوُا اَلْعَذََابَ» أي و يرون العذاب «لَوْ أَنَّهُمْ كََانُوا يَهْتَدُونَ» جواب لو محذوف تقديره لو أنهم كانوا يهتدون لرأوا العذاب أي لاعتقدوا أن العذاب حق و هذا القول أولى لدلالة الكلام على المحذوف} «وَ يَوْمَ يُنََادِيهِمْ فَيَقُولُ مََا ذََا أَجَبْتُمُ اَلْمُرْسَلِينَ» أي ما كان جوابكم لمن أرسل إليكم من النبيين و هذا سؤال تقرير بالذنب و هو نداء يجمع العلم و العمل معا فإن الرسل يدعون إلى العلم و العمل جميعا فكأنه قيل لهم ما ذا علمتم و ما ذا عملتم «فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ اَلْأَنْبََاءُ يَوْمَئِذٍ» أي فخفيت و اشتبهت عليهم طرق الجواب يومئذ فصاروا كالعمي لانسداد طرق الأخبار عليهم كما تنسد طرق الأرض على العمي و قيل معناه فالتبست عليهم الحجج عن مجاهد و سميت حججهم أنباء لأنها أخبار يخبر بها فهم لا يحتجون و لا ينطقون بحجة لأن الله تعالى أدحض حجتهم و أكل ألسنتهم فسكتوا فذلك قوله «فَهُمْ لاََ يَتَسََاءَلُونَ» أي لا يسأل بعضهم بعضا عن الحجج و قيل لا يسأل بعضهم بعضا عن العذر الذي يعتذر به في الجواب فلا يجيبون و قيل معناه لا يتساءلون بالأنساب القرابة كما في الدنيا و قيل لا يسأل بعضهم بعضا عن حاله لشغله بنفسه عن الجبائي و قيل لا يسأل بعضهم بعضا أن حمل ذنوبه عنه عن الحسن .
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 409