responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 410

(1) -

المعنى‌

ثم ذكر سبحانه التائبين و رغب في التوبة بعد التخويف فقال «فَأَمََّا مَنْ تََابَ» أي رجع عن المعاصي و الكفر «وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صََالِحاً» أي و أضاف إلى إيمانه الأعمال الصالحة «فَعَسى‌ََ أَنْ يَكُونَ مِنَ اَلْمُفْلِحِينَ» و إنما أتى بلفظة عسى مع أنه مقطوع بفلاحه‌لأنه على رجاء أن يدوم على ذلك فيفلح و قد يجوز أن يزل فيما بعد فيهلك على أنه قد قيل إن عسى من الله سبحانه لفظة وجوب في جميع القرآن و لما كان المفلح مختار الله تعالى ذكر عقيبه أن الاختيار إلى الله تعالى و الخلق و الحكم له لكونه قادرا عالما على الكمال فقال «وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ مََا يَشََاءُ وَ يَخْتََارُ مََا كََانَ لَهُمُ اَلْخِيَرَةُ» الخيرة اسم من الاختيار أقيم مقام المصدر و الخيرة اسم للمختار أيضا يقال محمد ص خيرة الله من خلقه و يجوز التخفيف فيهما و اختلف في الآية و تقديرها على قولين (أحدهما) أن معناه و ربك يخلق ما يشاء من الخلق و يختار تدبير عباده على ما هو الأصلح لهم و يختار للرسالة ما هو الأصلح لعباده ثم قال «مََا كََانَ لَهُمُ اَلْخِيَرَةُ» أي ليس لهم الاختيار على الله بل لله الخيرة عليهم و على هذا تكون ما نفيا و يكون الوقف على قوله «وَ يَخْتََارُ» و فيه رد على المشركين الذين قالوا لَوْ لاََ نُزِّلَ هََذَا اَلْقُرْآنُ عَلى‌ََ رَجُلٍ مِنَ اَلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ فاختاروا الوليد بن المغيرة من مكة و عروة بن مسعود الثقفي من الطائف (و الآخر) أن يكون ما في الآية بمعنى الذي أي و يختار الذي كان لهم الخيرة فيه فيكون الوقف على هذا عند قوله «مََا كََانَ لَهُمُ اَلْخِيَرَةُ» و هذا أيضا في معنى الأول لأن حقيقة المعنى فيهما أنه سبحانه يختار و إليه الاختيار ليس لمن دونه الاختيار لأن الاختيار يجب أن يكون على العلم بأحوال المختار و لا يعلم غيره سبحانه جميع أحوال المختار و لأن الاختيار هو أخذ الخير و كيف يأخذ الخير من الأشياء من لا يعلم الخير فيها «سُبْحََانَ اَللََّهِ وَ تَعََالى‌ََ عَمََّا يُشْرِكُونَ» أي تقدس و تنزه عن أن يكون له شريك في خلقه و اختياره‌ثم أقام سبحانه البرهان على صحة اختياره بقوله‌} «وَ رَبُّكَ يَعْلَمُ مََا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَ مََا يُعْلِنُونَ» أي و ربك يعلم ما يخفونه و ما يظهرونه فإليه الاختيار و في هذا دلالة على أن من لا يعلم السر و الجهر فلا اختيار إليه ثم أكد سبحانه ذلك بقوله‌} «وَ هُوَ اَللََّهُ لاََ إِلََهَ إِلاََّ هُوَ» لا يستحق العبادة سواه «لَهُ اَلْحَمْدُ فِي اَلْأُولى‌ََ وَ اَلْآخِرَةِ» أي له الثناء المدح و التعظيم على ما أنعم به على خلقه في الدنيا و العقبي «وَ لَهُ اَلْحُكْمُ» بينهم بما يميز به الحق من الباطل قال ابن عباس يحكم لأهل طاعته بالمغفرة و الفضل و لأهل معصيته بالشقاء و الويل «وَ إِلَيْهِ» أي و إلى جزائه و حكمه «تُرْجَعُونَ» .

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 410
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست