نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 356
(1) - بالمضمر من حيث كانت لا توصف و المضمر أعرف من المظهر و قد تقدم القول في هذا.
المعنى
ثم ذكر سبحانه قصة لوط عاطفا بها على ما تقدم فقال «وَ لُوطاً » أي و أرسلنا لوطا «إِذْ قََالَ لِقَوْمِهِ» منكرا عليهم أفعالهم «أَ تَأْتُونَ اَلْفََاحِشَةَ» يعني الخصلة القبيحة الشنيعة الظاهرة القبح و هي إتيان الذكران في أدبارهم «وَ أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ» أي تعلمون أنها فاحشة و قيل معناه و أنتم يرى بعضكم ذلك من بعض ثم بين سبحانه الفاحشة التي يأتونها فقال} «إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ اَلرِّجََالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ اَلنِّسََاءِ» اللاتي خلقهن الله لكم «بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ» أي تفعلون أفعال الجهال قال ابن عباس تجهلون القيامة و عاقبة العصيان} «فَمََا كََانَ جَوََابَ قَوْمِهِ إِلاََّ أَنْ قََالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنََاسٌ يَتَطَهَّرُونَ» عن إتيان الرجال في أدبارهم} «فَأَنْجَيْنََاهُ وَ أَهْلَهُ إِلاََّ اِمْرَأَتَهُ قَدَّرْنََاهََا» أي جعلناها «مِنَ اَلْغََابِرِينَ» أي الباقين في العذاب} «وَ أَمْطَرْنََا عَلَيْهِمْ مَطَراً» و هو الحجارة «فَسََاءَ مَطَرُ اَلْمُنْذَرِينَ» الذين أبلغهم لوط النذارة و أعلمهم بموضع المخافة ليتقوها فخالفوا ذلك ثم قال سبحانه لنبيه ص} «قُلِ» يا محمد «اَلْحَمْدُ لِلََّهِ» شكرا على نعمه بأن وفقنا للإيمان و قيل الحمد لله على هلاك الأمم الكافرة «وَ سَلاََمٌ عَلىََ عِبََادِهِ اَلَّذِينَ اِصْطَفىََ» أي اصطفاهم الله و اجتباهم و اختارهم على بريته و هم الأنبياء عن مقاتل و قيل هم أصحاب محمد ص عن ابن عباس و الحسن و قيل هم أمة محمد ص و معنى السلام عليهم أنهم سلموا مما عذب الله به الكفار عن الكلبي و قيل هم آل محمد ص عن علي بن إبراهيم ثم قال سبحانه مخاطبا للمشركين «آللََّهُ خَيْرٌ أَمََّا يُشْرِكُونَ» يا أهل مكة يعني الله خير لمن عبده أم الأصنام لعابديها و هذا إلزام للحجة على المشركين بعد ذكر هلاك الكفار و المعنى أن الله تعالى نجى من عبده من الهلاك و الأصنام لم تغن شيئا عن عابديها عند نزول العذاب و إنما قال ذلك لأنهم توهموا في عبادة الأصنام خيرا.
ـ
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 356