نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 335
(1) -
لو أنني أعطيت علم الحكل # علم سليمان كلام النمل
و الحكل ما لا يسمع له صوت و قال علي بن عيسى أن الطير كانت تكلم سليمان معجزة له كما أخبر عن الهدهد و منطق الطير صوت يتفاهم به معانيها على صيغة واحدة بخلاف منطق الناس الذي يتفاهمون به المعاني على صيغ مختلفة و لذلك لم نفهم عنها مع طول مصاحبتها و لم تفهم هي عنا لأن أفهامها مقصورة على تلك الأمور المخصوصة و لما جعل سليمان يفهم عنها كان قد علم منطقها «وَ أُوتِينََا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ» أي من كل شيء يؤتى الأنبياء و الملوك و قيل من كل ما يطلبه طالب لحاجته إليه و انتفاعه به و قيل من كل شيء علما و تسخيرا في كل ما يصلح أن يكون معلوما لنا أو مسخرا لنا غير أن مخرجه مخرج العموم فيكون أبلغ و أحسن و روى الواحدي بالإسناد عن محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه (ع) قال أعطي سليمان بن داود ملك مشارق الأرض و مغاربها فملك سبعمائة سنة و ستة أشهر ملك أهل الدنيا كلهم من الجن و الإنس و الشياطين و الدواب و الطير و السباع و أعطي علم كل شيء و منطق كل شيءو في زمانه صنعت الصنائع المعجبة التي سمع بها الناس و ذلك قوله «عُلِّمْنََا مَنْطِقَ اَلطَّيْرِ وَ أُوتِينََا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ»«إِنَّ هََذََا لَهُوَ اَلْفَضْلُ اَلْمُبِينُ» أي هذا فضل الله الظاهر الذي لا يخفى على أحد و هذا قول سليمان على وجه الاعتراف بنعم الله عليه و يحتمل أن يكون من قول الله سبحانه على وجه الأخبار بأن ما ذكره هو الفضل المبين «وَ حُشِرَ لِسُلَيْمََانَ جُنُودُهُ» أي جمع له جموعه و كل صنف من الخلق جند على حدة بدلالة قوله «مِنَ اَلْجِنِّ وَ اَلْإِنْسِ وَ اَلطَّيْرِ» قال المفسرون كان سليمان إذا أراد سفرا أمر فجمع له طوائف من هؤلاء الجنود على بساط ثم يأمر الريح فتحملهم بين السماء و الأرض و المعنى و حشر لسليمان جنوده أي جمع له جموعه في مسير له و قال محمد بن كعب بلغنا أن سليمان بن داود كان معسكره مائة فرسخ خمسة و عشرون منها للإنس و خمسة و عشرون للجن و خمسة و عشرون للوحش و خمسة و عشرون للطير و كان له ألف بيت من قوارير على الخشب فيها ثلاثمائة صريحة و سبعمائة سرية فيأمر الريح العاصف فترفعه و يأمر الرخاء فتسير به فأوحى الله تعالى إليه و هو يسير بين السماء و الأرض أني قد زدت في ملكك أنه لا يتكلم أحد من الخلائق بشيء إلا جاءت به الريح فأخبرتك و قال مقاتل نسجت الشياطين لسليمان بساطا فرسخا في فرسخ ذهبا في إبريسم و كان يوضع فيه منبر من الذهب في وسط البساط فيقعد عليه و حوله ثلاثة آلاف كرسي من ذهب و فضة فيقعد الأنبياء على كراسي الذهب و العلماء على كراسي الفضة و حولهم الناس و حول الناس الجن و الشياطين و تظله الطير بأجنحتها حتى لا تقع عليه الشمس و ترفع الريح الصبا البساطمسيرة شهر من الصباح إلى الرواح و من
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 335