responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 336

(1) - الرواح إلى الصباح «فَهُمْ يُوزَعُونَ» أي يمنع أولهم على آخرهم عن ابن عباس و معنى ذلك أن على كل صنف من جنوده وزعة ترد أولهم على آخرهم ليتلاحقوا و لا يتفرقوا كما تقوم الجيوش إذا كثرت بمثل ذلك و هو أن تدفع أخراهم و توقف أولاهم و قيل معناه يحبسون عن ابن زيد و هو مثل الأول في أنه يحبس أولاهم على أخراهم‌} «حَتََّى إِذََا أَتَوْا عَلى‌ََ وََادِ اَلنَّمْلِ» أي فسار سليمان و جنوده حتى إذا أشرفوا على واد و هو بالطائف عن كعب و قيل هو بالشام عن قتادة و مقاتل «قََالَتْ نَمْلَةٌ» أي صاحت بصوت خلق الله لها و لما كان الصوت مفهوما لسليمان عبر عنه بالقول و قيل كانت رئيسة النمل «يََا أَيُّهَا اَلنَّمْلُ اُدْخُلُوا مَسََاكِنَكُمْ لاََ يَحْطِمَنَّكُمْ» أي لا يكسرنكم « سُلَيْمََانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُمْ لاََ يَشْعُرُونَ» بحطمكم و وطئكم فإنهم لو علموا بمكانكم لم يطئوكم و هذا يدل على أن سليمان و جنوده كانوا ركبانا و مشاة على الأرض و لم تحملهم الريح لأن الريح لو حملتهم بين السماء و الأرض لما خافت النمل أن يطئوها بأرجلهم‌و لعل هذه القصة كانت قبل تسخير الله الريح لسليمان فإن قيل كيف عرفت النملة سليمان و جنوده حتى قالت هذه المقالة قلنا إذا كانت مأمورة بطاعته فلا بد أن يخلق لها من الفهم ما تعرف به أمور طاعته و لا يمتنع أن يكون لها من الفهم ما يستدرك به ذلك و قد علمنا أنه تشق ما تجمع من الحبوب بنصفين مخافة أن يصيبها الندى فتنبت إلا الكزبرة فإنها تكسرها بأربع قطع لأنها تنبت إذا شقت بنصفين فمن هداها إلى هذا فإنه جل جلاله يهديها إلى تمييز ما يحطمها مما لا يحطمها و قيل إن ذلك كان منها على سبيل المعجز الخارق للعادة لسليمان (ع) قال ابن عباس فوقف سليمان بجنوده حتى دخل النمل مساكنه «فَتَبَسَّمَ» سليمان «ضََاحِكاً مِنْ قَوْلِهََا» و سبب ضحك سليمان التعجب و ذلك إن الإنسان إذا رأى ما لا عهد له به تعجب و ضحك و قيل أنه تبسم بظهور عدله حيث بلغ عدله في الظهور مبلغا عرفه النمل و قيل إن الريح أطارت كلامها إليه من ثلاثة أميال حتى سمع ذلك فانتهى إليها و هي تأمر النمل بالمبادرة فتبسم من حذرها «وَ قََالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي» أي ألهمني «أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ اَلَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ» بأن علمتني منطق النمل و أسمعتني قولها من بعيد حتى أمكنني الكف و أكرمتني بالنبوة و الملك «وَ عَلى‌ََ وََالِدَيَّ» أي أنعمت على والدي بأن أكرمته بالنبوة و فصل الخطاب و ألنت له الحديد و على والدتي بأن زوجتها نبيك و جعل النعمة عليها نعمة لله سبحانه عليه يلزمه شكرها «وَ أَنْ أَعْمَلَ صََالِحاً تَرْضََاهُ» أي وفقني لأن أعمل صالحا في المستقبل ترضاه «وَ أَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبََادِكَ اَلصََّالِحِينَ» قال ابن عباس يعني إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و من بعدهم من النبيين أي أدخلني في جملتهم و أثبت اسمي مع أسمائهم و احشرني في زمرتهم و قال ابن زيد في عبادك معناه مع‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 7  صفحه : 336
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست