responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 793

(1) - و أسماء الأجناس يكثر الابتداء بها و فائدة نكرتها قريب من فائدة معرفتها تقول لبيك و خير بين يديك و إن شئت قلت و الخير بين يديك إلا أنه لما جرى ذكر سلام قبل هذا الموضع بغير ألف و لام كان الأحسن أن يرد ثانية بالألف و اللام.

المعنى‌

ثم بين سبحانه تمام كلام عيسى (ع) فقال «وَ جَعَلَنِي مُبََارَكاً أَيْنَ مََا كُنْتُ» أي و جعلني معلما للخير عن مجاهد و قيل نفاعا حيث ما توجهت و البركة نماء الخير و المبارك الذي ينتمي الخير به و قيل ثابتا دائما على الإيمان و الطاعة و أصل البركة الثبوت عن الجبائي «وَ أَوْصََانِي بِالصَّلاََةِ وَ اَلزَّكََاةِ» أي بإقامة الصلاة و أداء الزكاة «مََا دُمْتُ» أي ما بقيت «حَيًّا» مكلفا} «وَ بَرًّا بِوََالِدَتِي» أي و اجعلني بارا بها أؤدي شكرها فيما قاسته بسبي «وَ لَمْ يَجْعَلْنِي جَبََّاراً» أي متجبرا «شَقِيًّا» و المعنى أني بلطفه و توفيقه كنت محسنا إلى والدتي متواضعا في نفسي حتى لم أكن من الجبابرة الأشقياء} «وَ اَلسَّلاََمُ عَلَيَّ» أي و السلامة علي من الله «يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا» أي في هذه الأحوال الثلاث و قد مر تفسيرها قبل في قصة يحيى و في هذه الآيات دلالة على أنه يجوز أن يصف الإنسان نفسه بصفات المدح إذا أراد تعريفها إلى غيره لا على وجه الافتخار قيل و لما كلمهم عيسى (ع) بهذا علموا براءة مريم ثم سكت عيسى (ع) فلم يتكلم بعد ذلك حتى بلغ المدة التي يتكلم فيها الصبيان‌ «ذََلِكَ عِيسَى اِبْنُ مَرْيَمَ » معناه ذلك الذي قال إني عبد الله عيسى بن مريم لا ما يقوله النصارى من أنه ابن الله و أنه إله «قَوْلَ اَلْحَقِّ» مر معناه في الحجة «اَلَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ» أي يشكون يعني اليهود و النصارى فزعمت اليهود أنه ساحر كذاب و زعمت النصارى أنه ابن الله و ثالث ثلاثة و قيل و هو افتراء النصارى و اختلافهم فبعضهم قالوا هو الله و قال بعضهم ابن الله و قال بعضهم ثالث ثلاثة ثم كذبهم الله تعالى فقال‌} «مََا كََانَ لِلََّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ» معناه ما كان ينبغي لله أن يتخذ من ولد أي ما يصلح له و لا يستقيم عن ابن الأنباري قال فنابت اللام عن الفعل و ذلك أن من اتخذ ولدا فإنما يتخذه من جنسه لأن الولد مجانس للوالد و الله تعالى ليس كمثله شي‌ء فلا يكون له سبحانه ولد و لا يتخذ ولدا و قوله «مِنْ وَلَدٍ» من هذه هي الذي تدل على نفي الواحد و الجماعة فالمعنى أنه لا يجوز أن يتخذ ولدا واحدا و لا أكثر ثم نزه سبحانه نفسه عن ذلك فقال «سُبْحََانَهُ» ثم بين السبب في كون عيسى من غير أب فقال «إِذََا قَضى‌ََ أَمْراً فَإِنَّمََا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» و قد مر تفسيره فيما مضى و المعنى أنه لا يتعذر عليه إيجاد شي‌ء على الوجه الذي أراده.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 793
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست