نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 756
(1) -
الإعراب
«إِمََّا أَنْ تُعَذِّبَ وَ إِمََّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً» أن مع الفعل في موضع نصب بفعل مضمر كما أن قوله فَإِمََّا مَنًّا بَعْدُ وَ إِمََّا فِدََاءً كذلك و يجوز أن يكون أن مع الفعل في موضع المبتدأ و الخبر مضمر أي إما العذاب واقع منك فيهم و إما اتخاذ أمر ذي حسن واقع منك فيهم فحذف الخبر لطول الكلام بالصلة و هذا أظهر و الأول عن أحمد بن يحيى .
المعنى
ثم بين سبحانه قصة ذي القرنين فقال «وَ يَسْئَلُونَكَ» يا محمد «عَنْ ذِي اَلْقَرْنَيْنِ » أي عن خبره و قصته لا عن شخصه و اختلف فيه فقيل إنه نبي مبعوث فتح الله على يديه الأرض عن مجاهد و عبد الله بن عمر و قيل إنه كان ملكا عادلا و روي عن علي بن أبي طالب (ع) أنه كان عبدا صالحا أحب الله و أحبه الله و ناصح الله و ناصحه قد أمر قومه بتقوى الله فضربوه على قرنه ضربة بالسيف فغاب عنهم ما شاء الله ثم رجع إليهم فدعاهم إلى الله فضربوه على قرنه الآخر بالسيف فذلك قرناه و فيكم مثله يعني نفسه (ع) و في سبب تسميته بذي القرنين أقوال أخر (منها) أنه سمي به لأنه كانت له ضفيرتان عن الحسن (و منها) أنه كان على رأسه شبه القرنين تواريه العمامة عن يعلى بن عبيد و منها أنه بلغ قطري الأرض من المشرق و المغرب فسمي بذلك لاستيلائه على قرن الشمس من مغربها و قرنها من مطلعها عن الزهري و اختاره الزجاج (و منها) أنه رأى في منامه أنه دنى من الشمس حتى أخذ بقرنيها في شرقها و غربها فقص رؤياه على قومه فسموه ذا القرنين عن وهب (و منها) أنه عاش عيش قرنين فانقرض في وقته قرنان من الناس و هو حي (و منها) أنه كان كريم الطرفين من أهل بيت الشرف من قبل أبيه و أمه قال معاذ بن جبل كان من أبناء الروم و اسمه الإسكندر و هو الذي بنى الإسكندرية «قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً» معناه قل يا محمد سأقرأ عليكم منه خبرا و قصة «إِنََّا مَكَّنََّا لَهُ فِي اَلْأَرْضِ» أي بسطنا يده في الأرض و ملكناه حتى استولى عليها و قام بمصالحها و روي عن علي (ع) أنه قال سخر الله له السحاب فحمله عليها و مد له في الأسباب و بسط له النور فكان الليل و النهار عليه سواء فهذا معنى تمكينه في الأرض و هو أنه سهل عليه المسير فيها و ذلل له طريقها و حزونها حتى تمكن منها أنى شاء «وَ آتَيْنََاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً» أي فأعطيناه من كل شيء علما يتسبب به إلى إرادته و يبلغ به إلى حاجته عن ابن عباس و قتادة و الضحاك و قيل معناه و آتيناه من كل شيء يستعين به الملوك على فتح البلاد و محاربة الأعداء عن الجبائي و قيل معناه و آتيناه من كل شيء سبيلا كما قال سبحانه لَعَلِّي أَبْلُغُ اَلْأَسْبََابَ ` أَسْبََابَ اَلسَّمََاوََاتِ أي سبلها} «فَأَتْبَعَ سَبَباً» معناه فاتبع طريقا واحدا في سلوكه قال الزجاج : معناه فاتبع سببا من الأسباب التي أوتي بها و ذلك أنه أوتي من كل شيء سببا فاتبع من تلك الأسباب التي أوتي سببا في المسير إلى المغرب و من قرأ فأتبع سببا فمعناه
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 756