responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 657

(1) - موضع لها من الإعراب لأنها حرف خطاب جاء للتوكيد و موضع هذا نصب با رأيت و الجواب محذوف. المعنى أخبرني عن هذا الذي كرمته علي و لم كرمته علي و قد خلقتني من نار و خلقته من طين فحذف ما ذكرناه لأن في الكلام دليلا عليه.

ـ

المعنى‌

ثم ذكر سبحانه قصة آدم (ع) و إبليس فقال «وَ إِذْ قُلْنََا لِلْمَلاََئِكَةِ اُسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاََّ إِبْلِيسَ » قد مر تفسيره في سورة البقرة «قََالَ» إبليس «أَ أَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً» و هو استفهام بمعنى الإنكار أي كيف أسجد له و أنا أفضل منه و أصلي أشرف من أصله و في هذا دلالة على أن إبليس فهم من ذلك تفضيل آدم على الملائكة و لو لا ذلك لما كان لامتناعه من السجود وجه و إنما جاز أن يأمرهم سبحانه بالسجود لآدم (ع) و لم يجز أن يأمرهم بالعبادة له‌ لأن السجود يترتب في التعظيم حسب ما يراد به و ليس كذلك العبادة التي هي خضوع بالقلب ليس فوقه خضوع لأنه يترتب في التعظيم لجنسه يبين ذلك أنه لو سجد ساهيا لم يكن له منزلة في التعظيم على قياس غيره من أفعال الجوارح‌} «قََالَ أَ رَأَيْتَكَ هََذَا اَلَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ» أي قال إبليس أ رأيت يا رب هذا الذي فضلته علي يعني آدم (ع) «لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى‌ََ يَوْمِ اَلْقِيََامَةِ» أي لئن أخرت أجل موتي «لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاََّ قَلِيلاً» أي لأغوين ذريته و أقودنهم معي إلى المعاصي كما تقاد الدابة بحنكها إذا شد فيها حبل تجر به إلا القليل الذين تعصمهم و هم المخلصون عن أبي مسلم و قيل لأحتنكنهم أي لأستولين عليهم عن ابن عباس و قيل لأستاصلنهم بالإغواء من احتناك الجراد الزرع و هو أن يأكله و يستأصله عن الجبائي و إنما طمع الملعون في ذلك لأن الله سبحانه أخبر الملائكة أنه سيجعل في الأرض من يفسد فيها فكأن العلم قد سبق له بذلك عن الجبائي و قيل لأنه وسوس إلى آدم فلم يجد له عزما فقال إن أولاده أضعف منه عن الحسن } «قََالَ» الله سبحانه له على وجه الاستهانة و الاستصغار «اِذْهَبْ» يا إبليس «فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ» أي من ذرية آدم (ع) و اقتفى أثرك و قبل منك «فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزََاؤُكُمْ جَزََاءً مَوْفُوراً» أي موفرا كاملا لا نقصان فيه عن الاستحقاق‌ «وَ اِسْتَفْزِزْ مَنِ اِسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ» أي و استزل من استطعت منهم أضلهم بدعائك و وسوستك من قولهم صوت فلان بفلان إذا دعاه و هذا تهديد في صورة الأمر عن ابن عباس و يكون كما يقول الإنسان لمن يهدده اجهد جهدك فسترى ما ينزل بك و إنما جاء التهديد في صورة الأمر لأنه بمنزلة أن يؤمر الغير بإهانة نفسه و قيل بصوتك أي بالغناء و المزامير و الملاهي عن مجاهد و قيل كل صوت يدعى به إلى الفساد فهو من‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 657
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست