responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 641

(1) - فركضا أوكد في الاستعمال لأن ركضا يدل على توكيد الفعل و تقديره يركض ركضا و على هذا يكون معناه و لا تمش في الأرض مختالا و قيل أن طولا نصب على التمييز.

ـ

المعنى‌

ثم قال سبحانه «وَ لاََ تَقْفُ مََا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ» و معناه لا تقل سمعت و لم تسمع و لا رأيت و لم تر و لا علمت و لم تعلم عن ابن عباس و قتادة و قيل معناه لا تقل في قفا غيرك كلاما أي إذا مر بك فلا تغتبه عن الحسن و قيل هو شهادة الزور عن محمد بن الحنفية و الأصل أنه عام في كل قول و فعل أو عزم يكون على غير علم فكأنه سبحانه قال لا تقل إلا ما تعلم أنه مما يجوز أن يعتقد و قد استدل جماعة من أصحابنا بهذا على أن العمل بالقياس و بخبر الواحد غير جائز لأنهما لا يوجبان العلم‌ و قد نهى الله سبحانه عن اتباع ما هو غير معلوم «إِنَّ اَلسَّمْعَ وَ اَلْبَصَرَ وَ اَلْفُؤََادَ كُلُّ أُولََئِكَ كََانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً» معناه أن السمع يسأل عما سمع و البصر عما رأى و القلب عما عزم عليه ذكر سبحانه السمع و البصر و الفؤاد و المراد أن أصحابها هم المسئولون و لذلك قال «كُلُّ أُولََئِكَ» و قيل بل المعنى كل أولئك الجوارح يسأل عما فعل بها قال الوالبي عن ابن عباس يسأل الله العباد فيما استعملوها و روى علي بن إبراهيم في تفسيره عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (ع) قال قال رسول الله ص لا يزول قدم عبد يوم القيامة بين يدي الله عز و جل حتى يسأله عن أربع خصال عمرك فيما أفنيته و جسدك فيما أبليته و مالك من أين كسبته و أين وضعته و عن حبنا أهل البيت «وَ لاََ تَمْشِ فِي اَلْأَرْضِ مَرَحاً» معناه لا تمش على وجه الأشر و البطر و الخيلاء و التكبر قال الزجاج معناه لا تمش في الأرض مختالا فخورا و قيل المرح شدة الفرح بالباطل «إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ اَلْأَرْضَ وَ لَنْ تَبْلُغَ اَلْجِبََالَ طُولاً» هذا مثل ضربه الله تعالى قال إنك أيها الإنسان لن تشق الأرض من تحت قدمك بكبرك و لن تبلغ الجبال بتطاولك و المعنى أنك لن تبلغ مما تريد كثير مبلغ كما لا يمكنك أن تبلغ هذا فما وجه المنابزة على ما هذا سبيله مع أن الحكمة زاجرة عنه و إنما قال ذلك لأن من الناس من يمشي في الأرض بطرا يدق قدميه عليها ليري بذلك قدرته و قوته و يرفع رأسه و عنقه فبين سبحانه أنه ضعيف مهين لا يقدر أن يخرق الأرض بدق قدميه عليها حتى ينتهي إلى آخرها و إن طوله لا يبلغ طول الجبال و إن كان طويلا علم الله سبحانه عباده التواضع و المروءة و الوقار} «كُلُّ ذََلِكَ» إشارة إلى جميع ما تقدم ذكره مما نهى الله سبحانه عنه في هذه الآيات «كََانَ سَيِّئُهُ» أي معصيته «عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً» له سبحانه يكرهها و لا يريدها و لا يرضاها و على القراءة الثانية فيكون ذلك إشارة إلى جميع ما أمر به من المحسنات و نهى عنه من المقبحات أي كان سي‌ء ما سبق من هذه‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 641
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست