نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 584
(1) - يبعث فيه من كل أمة شهيدا و هم الأنبياء و العدول من كل عصر يشهدون على الناس بأعمالهم و قال الصادق (ع) لكل زمان و أمة إمام تبعث كل أمة مع إمامها و فائدة بعث الشهداء مع علم الله سبحانه بذلك أن ذلك أهول في النفس و أعظم في تصور الحال و أشد في الفضيحة إذا قامت الشهادة بحضرة الملأ مع جلالة الشهود و عدالتهم عند الله تعالى و لأنهم إذا علموا أن العدول عند الله يشهدون عليهم بين يدي الخلائق فإن ذلك يكون زجرا لهم عن المعاصي و تقديره و اذكر يوم نبعث «ثُمَّ لاََ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا» أي لا يؤذن لهم في الكلام و الاعتذار عن ابن عباس كما قال وَ لاََ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ و قيل معناه لا يؤذن لهم في الرجوع إلى الدنيا و قيل معناه لا يسمع منهم العذر يقال أذنت له أي استمعت كما قال عدي بن زيد :
في سماع يأذن الشيخ له # و حديث مثل ما ذي مشار
عن أبي مسلم «وَ لاََ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ» أي لا يسترضون و لا يستصلحون كما كان يفعل بهم في دار الدنيا لأن الآخرة ليست بدار تكليف و معناه لا يسألون أن يرضوا الله بالكف عن معصية يرتكبونها} «وَ إِذََا رَأَى اَلَّذِينَ ظَلَمُوا اَلْعَذََابَ» معناه إذا رأى الذين أشركوا بالله تعالى النار «فَلاََ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ» العذاب «وَ لاََ هُمْ يُنْظَرُونَ» أي لا يمهلون و لا يؤخرون بل عذابهم دائم في جميع الأوقات فإن وقت التوبة و الندم قد فأت.
ـ
النظم
وجه اتصال قوله «فَإِنْ تَوَلَّوْا» بما قبله أنه سبحانه أمر نبيه ص أن يذكرهم بهذه النعم و يحتج عليهم بهذه الحجج فإن أسلموا فذاك و إن أعرضوا فلا شيء على الرسول فإنما عليه البلاغ المبين فقط و وجه اتصال الآية الأخيرة بما قبلها و هي قوله «وَ يَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً» أنها تتصل بقوله «فَإِنَّمََا عَلَيْكَ اَلْبَلاََغُ» لأن المعنى أن نجازيهم على أعمالهم يوم نبعث من كل أمة شهيدا و قال أبو مسلم أنه عطف على قوله «وَ اَللََّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفََّاكُمْ» يريد ثم يبعثكم يوم يبعث من كل أمة شهيدا.
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 6 صفحه : 584