responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 583

(1) - «تَقِيكُمُ اَلْحَرَّ» و لم يقل و تقيكم البرد لأن ما وقى الحر وقى البرد و إنما خص الحر بذلك مع أن وقايتها للبرد أكثر لأن الذين خوطبوا بذلك أهل حر في بلادهم فحاجتهم إلى ما يقي الحر أكثر عن عطا على أن العرب تكتفي بذكر أحد الشيئين عن الآخر للعلم به كما قال الشاعر:

و ما أدري إذا يممت أرضا # أريد الخير أيهما يليني‌

فكنى عن الشر و لم يذكره لأنه مدلول عليه ذكره الفراء «وَ سَرََابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ» يعني دروع الحديد تقيكم شدة الطعن و الضرب و تدفع عنكم سلاح أعدائكم «كَذََلِكَ» أي مثل ما جعل لكم هذه الأشياء و أنعم بها عليكم «يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ» يريد نعمة الدنيا و يدل عليه قوله «لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ» قال ابن عباس معناه لعلكم يا أهل مكة تعلمون أنه لا يقدر على هذا غيره فتوحدوه و تصدقوا رسوله‌} «فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمََا عَلَيْكَ اَلْبَلاََغُ اَلْمُبِينُ» هذا تسلية للنبي ص و معناه فإن أعرضوا عن الإيمان بك يا محمد و القبول عنك و عن التدبر لما عددته في هذه السورة من النعم و بينت فيها من الدلالات فلا عتب عليك و لا لوم فإنما عليك البلاغ الظاهر و قد بلغت كما أمرت و البلاغ الاسم و التبليغ المصدر مثل الكلام و التكليم ثم أخبر سبحانه عن الكفار فقال‌} «يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اَللََّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهََا» أي يعرفون نعم الله تعالى عليهم بما يجدونه من خلق نفوسهم و إكمال عقولهم و خلق أنواع المنافع التي ينتفعون بها لهم ثم أنهم مع ذلك ينكرون تلك النعم أن تكون من جهة الله تعالى خاصة بل يضيفونها إلى الأوثان و يشكرون الأوثان عليها يقولون رزقنا ذلك بشفاعة آلهتنا فيشركونهم معه فيها و قيل أن معناه يعرفون محمدا ص و هو من نعم الله سبحانه ثم يكذبونه و يجحدونه عن السدي «وَ أَكْثَرُهُمُ اَلْكََافِرُونَ» إنما قال أكثرهم لأن منهم من لم تقم الحجة عليه إذ لم يبلغ حد التكليف لصغره أو كان ناقص العقل مأووفا أو لم تبلغه الدعوة فلا يقع عليه اسم الكفر و قيل إنما ذكر الأكثر لأنه علم سبحانه أن فيهم من يؤمن و قيل أنه من الخاص في الصيغة العام في المعنى عن الجبائي و قريب منه قول الحسن أراد جميعهم الكافرون و إنما عدل عن البعض احتقارا له أن يذكره و في هذه الآية دلالة على فساد قول المجبرة أنه ليس لله تعالى على الكافر نعمة و إن جميع ما فعله بهم إنما هو خذلان و نقمة لأنه سبحانه نص في هذه الآية على خلاف قولهم‌} «وَ يَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً» يعني يوم القيامة بين سبحانه أنه‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 583
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست