responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 549

(1) - نصب على الحال أي في حال ظلمهم أنفسهم.

ـ

المعنى‌

ثم أبان سبحانه عن أحوال المشركين و أقوالهم فقال «وَ إِذََا قِيلَ لَهُمْ» أي لمشركي قريش «مََا ذََا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ» على محمد ص «قََالُوا أَسََاطِيرُ اَلْأَوَّلِينَ» أي أجابوا فقالوا هذا المنزل في زعمكم هو عندنا أحاديث الأولين الكاذبة عن ابن عباس و غيره و يروى أنها نزلت في المقتسمين و هم ستة عشر رجلا خرجوا إلى عقاب مكة أيام الحج على طريق الناس على كل عقبة أربعة منهم ليصدوا الناس عن النبي ص و إذا سألهم الناس عما أنزل على رسول الله ص قالوا أحاديث الأولين و أباطيلهم عن الكلبي و غيره «لِيَحْمِلُوا أَوْزََارَهُمْ كََامِلَةً يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ» اللام للعاقبة و المعنى كان‌عاقبة أمرهم حين فعلوا ذلك أن حملوا أوزار كفرهم تامة يوم القيامة «وَ مِنْ أَوْزََارِ اَلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ» أي و يحملون مع أوزارهم بعض أوزار الذين أضلوهم عن سبيل الله و أغووهم عن اتباع الحق و هو وزر الإضلال و الإغواء و لم يحملوا وزر غوايتهم و ضلالهم و قوله «بِغَيْرِ عِلْمٍ» معناه من غير علم منهم بذلك بل جاهلين به و على هذا ما روي عن النبي ص أنه قال أيما داع دعا إلى الهدى فاتبع فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيئا و أيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع عليه فإن عليه مثل أوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا «أَلاََ سََاءَ مََا يَزِرُونَ» أي بئس الحمل حملهم و هو ما يحملونه من الآثام لأنه إذا تحمل إثمه و دخل النار كان سببا فكيف إذا تحمله بسبب فعل غيره‌} «قَدْ مَكَرَ اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ» أي من قبل هؤلاء المشركين بأنبيائهم من جهة التكذيب و غيره و هذا على سبيل التسلية لنبينا ص و الوعيد لقومه «فَأَتَى اَللََّهُ بُنْيََانَهُمْ مِنَ اَلْقَوََاعِدِ» أي أتى أمر الله بنيانهم التي بنوها من جوانب قواعدها فهدمها عن ابن عباس قال يعني نمرود بن كنعان بنى صرحا طويلا و رام منه الصعود إلى السماء ليقاتل أهلها بزعمه فأرسل الله ريحا فألقت رأس الصرح في البحر و خر عليهم الباقي و قال الزجاج «مِنَ اَلْقَوََاعِدِ» يريد من أساطين البناء التي تعمده و قيل هو بخت نصر و قيل إن هذا مثل ضربه الله سبحانه لاستئصالهم و لا قاعدة هناك و لا سقف و المعنى فأتى الله مكرهم من أصله أي عاد ضرر المكر عليهم و بهم عن الزجاج و ابن الأنباري و هذا الوجه أليق بكلام العرب كما قالوا أتي فلان من مأمنه أي أتاه الهلاك من جهة مأمنه و إنما أسند سبحانه الإتيان إلى نفسه من حيث كان تخريب قواعدهم من جهته «فَخَرَّ عَلَيْهِمُ اَلسَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ» إنما قال «مِنْ فَوْقِهِمْ» مع حصول العلم بأن السقف لا يكون إلا من فوق لأحد وجوه (منها) إنه للتوكيد كما تقول لمن خاطبته قلت أنت كذا و كذا و كما يقال مشيت برجلي و تكلمت بلساني (و منها) إنما قال ذلك ليدل على أنهم كانوا تحته فإن الإنسان قد يقول بيتي قد تهدم علي‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 549
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست