responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 505

505

(1) - اَلْكِتََابِ وَ قُرْآنٍ مُبِينٍ» أي هذه آيات الكتاب و آيات قرآن مميز بين الحق و الباطل و قيل المبين البين الواضح عن أبي مسلم و قيل هو المبين للحلال و الحرام و الأوامر و النواهي و الأدلة و غير ذلك و قيل المراد بالكتاب التوراة و الإنجيل عن مجاهد و قيل المراد به الكتب المنزلة قبل القرآن عن قتادة } «رُبَمََا يَوَدُّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كََانُوا مُسْلِمِينَ» أي ربما يتمنى الكفار الإسلام في الآخرة إذا صار المسلمون إلى الجنة و الكفار إلى النار و يجوز أن يتمنوا ذلك وقت اليأس و روى مجاهد عن ابن عباس قال ما يزال الله يدخل الجنة و يرحم و يشفع حتى يقول من كان من المسلمين فليدخل الجنة فحينئذ يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين و قال الصادق (ع) ينادي مناد يوم القيامة يسمع الخلائق أنه لا يدخل الجنة إلا مسلم فثم يود سائر الخلائق أنهم كانوا مسلمين‌ و روي مرفوعا عن النبي ص قال إذا اجتمع أهل النار في النار و معهم من يشاء الله من أهل القبلة قال الكفار للمسلمين‌ أ لم تكونوا مسلمين قالوا بلى قالوا فما أغنى عنكم إسلامكم و قد صرتم معنا في النار قالوا كانت لنا ذنوب فأخذنا بها فيسمع الله عز و جل ما قالوا فأمر من كان في النار من أهل الإسلام فاخرجوا منها فحينئذ يقول الكفار يا ليتنا كنا مسلمين‌

«ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَ يَتَمَتَّعُوا» معناه دعهم يأكلوا في دنياهم أكل الأنعام و يتمتعوا فيها بما يريدون و التمتع التلذذ و هو طلب اللذة حالا بعد حال «وَ يُلْهِهِمُ اَلْأَمَلُ» أي و تشغلهم آمالهم الكاذبة عن اتباع النبي ص و القرآن يقال ألهاه الشي‌ء أي شغله و أنساه «فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ» وبال ذلك فيما بعد حين يحل بهم العذاب يوم القيامة و صاروا إلى ما يجحدون به و في هذه الآية إشارة إلى أن الإنسان يجب أن يكون مقصور الهمة على أمور الآخرة مستعدا للموت مسارعا إلى التوبة و لا يأمل الآمال المؤدية إلى الصد عنها و قد روي عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال إن أخوف ما أخاف عليكم اثنان اتباع الهوى و طول الأمل فإن اتباع الهوى يصد عن الحق و طول الأمل ينسي الآخرة «وَ مََا أَهْلَكْنََا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاََّ وَ لَهََا كِتََابٌ مَعْلُومٌ» معناه و لم نهلك أهل قرية فيما مضى على وجه العقوبة إلا و كان لهم أجل مكتوب لا بد أن سيبلغونه يريد فلا يغرن هؤلاء الكفار إمهالي إياهم‌ إنما ينزل العذاب بهم في الوقت المكتوب المقدر لذلك‌} «مََا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهََا وَ مََا يَسْتَأْخِرُونَ» أي لم تكن أمة فيما مضى تسبق أجلها فتهلك قبل ذلك و لا تتأخر عن أجلها الذي قدر لها بل إذا استوفت أجلها أهلكها الله.

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 505
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست