responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 498

(1) - أمكنهم من المكر كما مكروا بك فعصمهم الله من مكرهم كما عصمك و قيل عنى به كفار قريش الذين دبروا في أمر النبي ص و احتالوا عليه و مكروا بالمؤمنين و خدعوهم «وَ عِنْدَ اَللََّهِ مَكْرُهُمْ» أي جزاء مكرهم فحذف المضاف كما حذف من قوله «تَرَى اَلظََّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمََّا كَسَبُوا» و هو واقع بهم أي جزاؤه يريد و قد عرف الله مكرهم فهو يجازيهم عليه «وَ إِنْ كََانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ اَلْجِبََالُ» أي و لم يكن مكرهم ليبطل حجج القرآن و ما معك من دلائل النبوات فإن ذلك ثابت بالدليل و البرهان و المعنى لا تزول منه الجبال فكيف يزول منه الدين الذي هو أثبت من الجبال و على القراءة الأخرى فالمعنى أن مكرهم و إن بلغ كل مبلغ فلا يزيل دين الله تعالى على ما تقدم بيانه و لا يضر ذلك أنبياءه و لا يزيل أمرهم و لا سيما أمر محمد ص فإنه أثبت من الجبال‌ و قد قيل إن المراد به نمرود بن كوش بن كنعان حين أخذ التابوت و أخذ أربعة من النسور فأجاعها أياما و علق فوقها لحما و ربط التابوت إليها و طارت النسور بالتابوت و هو و وزيره فيه إلى أن بلغت حيث شاء الله تعالى و ظن أنه بلغ السماء ففتح باب التابوت من أعلاه فرأى بعد السماء منه كبعدها حين كان في الأرض و فتح بابا من أسفل التابوت فرأى الأرض قد غابت عنه فهاله الأمر فصوب النسور و سقط التابوت و كانت له وجبة عن ابن عباس و ابن مسعود و جماعة} «فَلاََ تَحْسَبَنَّ اَللََّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ» أي فلا تظنن الله عز اسمه مخلفا رسله ما وعدهم به من النصر و الظفر بالكفار و الظهور عليهم «إِنَّ اَللََّهَ عَزِيزٌ» أي ممتنع بقدرته من أن ينال باهتضام و هو من الكفار «ذُو اِنتِقََامٍ ` يَوْمَ تُبَدَّلُ اَلْأَرْضُ غَيْرَ اَلْأَرْضِ وَ اَلسَّمََاوََاتُ» قيل فيه قولان (أحدهما) إن المعنى تبدل صورة الأرض و هيئتها عن ابن عباس فقد روي عنه أنه قال تبدل آكامها و آجامها و جبالها و أشجارها و الأرض على حالتها و تبقى أرضا بيضاء كالفضة لم يسفك عليها دم و لم يعمل عليها خطيئة و تبدل السماوات فيذهب بشمسها و قمرها و نجومها و كان ينشد:

فما الناس بالناس الذين عهدتهم # و لا الدار بالدار التي كنت أعرف‌

و يعضده‌ ما رواه أبو هريرة عن النبي ص قال يبدل الله الأرض غير الأرض و السماوات فيبسطها و يمدها مد الأديم العكاظي لا ترى فيها عوجا و لا أمتا ثم يزجر الله الخلق زجرة فإذا هم‌ في هذه المبدلة مثل مواضعهم من الأولى. ما كان في بطنها كان في بطنها و ما كان على ظهرها كان على ظهرها (و الآخر) أن المعنى تبدل الأرض و تنشأ أرض غيرها و السماوات كذلك تبدل بغيرها و تفنى هذه عن الجبائي و جماعة من المفسرين و في تفسير

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 498
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست