responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 438

(1) - الظاهر الذي لا يجيب الخصم إلا به لا يمتنع أن يبادر السائل إلى ذكره ثم يورد الكلام عليه تفاديا من التطويل و يكون تقدير الكلام أ ليس الله رب السماوات و الأرض فلم اتخذتم من دونه أولياء ثم ضرب لهم سبحانه مثلا بعد إلزام الحجة فقال «قُلْ هَلْ يَسْتَوِي اَلْأَعْمى‌ََ وَ اَلْبَصِيرُ» أي كما لا يستوي الأعمى و البصير كذلك لا يستوي المؤمن و الكافر لأن المؤمن يعمل على بصيرة و يعبد الله الذي يملك النفع و الضر و الكافر يعمل على عمى و يعبد من لا يملك النفع و الضر ثم زاد في الإيضاح فقال «أَمْ هَلْ تَسْتَوِي اَلظُّلُمََاتُ وَ اَلنُّورُ» أي هل يستوي الكفر و الإيمان أو الضلالة و الهدى أو الجهل و العلم «أَمْ جَعَلُوا لِلََّهِ شُرَكََاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ» أي هل جعل هؤلاء الكفار لله شركاء في العبادة خلقوا أفعالا مثل خلق الله تعالى من الأجسام و الألوان و الطعوم و الأراييح و القدرة و الحياة و غير ذلك من الأفعال التي يختص سبحانه بالقدرة عليها «فَتَشََابَهَ اَلْخَلْقُ عَلَيْهِمْ» أي فاشتبه لذلك عليهم ما الذي خلق الله و ما الذي خلق الأوثان فظنوا أن الأوثان تستحق العبادة لأن أفعالها مثل أفعال الله فإذا لم يكن ذلك مشتبها إذ كان ذلك كله لله تعالى لم يبق شبهة أنه الإله لا يستحق العبادة سواه فـ «قُلْ» لهم «اَللََّهُ خََالِقُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ» يستحق به العبادة من أصول النعم و فروعها «وَ هُوَ اَلْوََاحِدُ» و معناه أنه يستحق من الصفات ما لا يستحقه غيره فهو قديم لذاته قادر لذاته عالم لذاته حي لذاته غني لا مثل له و لا شبه‌ و قيل الواحد هو الذي لا يتجزأ و لا يتبعض و قيل هو الواحد في الإلهية لا ثاني له في القدم «اَلْقَهََّارُ» الذي يقهر كل قادر سواه و لا يمتنع عليه شي‌ء و استدلت المجبرة بقوله الله تعالى خالق كل شي‌ء على أن أفعال العباد مخلوقة لله لأن ظاهر العموم يقتضي دخول أفعال العباد فيه و بقوله «أَمْ جَعَلُوا لِلََّهِ شُرَكََاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ» قالوا لأنه أنكر أن يكون خالق خلق كخلقه و أجيب عن ذلك بأن الآية وردت حجة على الكفار إذ لو كان المراد ما قالوا لكان فيها لهم على الله لأنه إذا كان الخالق لعبادتهم الأصنام هو الله فلا يتوجه التوبيخ إلى الكفار و لا يلحقهم اللوم بذلك بل يكون لهم أن يقولوا إنك خلقت فينا ذلك فلم توبخنا على فعل فعلته فينا فيبطل حينئذ فائدة الآية و أيضا فإن أكثر أصحابنا لا يطلقون على غيره سبحانه أنه يخلق أصلا فضلا عن أن يقولوا إنه يخلق كخلق الله و لكن يقولون إن العباد يفعلون و يحدثون و معنى الخلق عندهم الاختراع و لا يقدر العباد عليه و من جوز منهم إطلاق لفظ الخلق في أفعال العباد فإنه يقول إنه سبحانه إنما نفى أن يكون أحد يخلق مثل خلقه و نحن لا نقول ذلك لأن خلق الله اختراع و إبداع و أفعال غيره مفعولة في محل القدرة عليها مباشرا أو متولدا في الغير بسبب حال في محل القدرة و لا يقدر على اختراع الأفعال في الغير على وجه من الوجوه إلا الله سبحانه الذي أبدع السماوات و الأرض‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 6  صفحه : 438
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست