responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 296

296

(1) - وَ لاََ جَانٌّ» على أنه سبحانه قال في موضع آخر وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ و هل هذا إلا ظاهر التناقض فالجواب أن يوم القيامة يشتمل على مواقف قد أذن لهم في الكلام في بعض تلك المواقف و لم يؤذن لهم في الكلام في بعضها عن الحسن و قيل أن معنى قوله‌ لاََ يَنْطِقُونَ أنهم لا ينطقون لحجة و إنما يتكلمون بالإقرار بذنوبهم و لوم بعضهم بعضا و طرح بعضهم الذنوب على بعض و هذا كما يقول القائل لمن تكلم بكلام كثير فارغ عن الحجة ما تكلمت بشي‌ء و لا نطقت بشي‌ء فسمي من يتكلم بما لا حجة فيه غير متكلم كما قال سبحانه صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ و هم كانوا يسمعون و يتكلمون و يبصرون إلا أنهم في أنهم لا يقبلون الحق و لا يتأملون بمنزلة الصم البكم العمي‌ و كلا الوجهين حسن و أما قوله‌ فَيَوْمَئِذٍ لاََ يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لاََ جَانٌّ فمعناه أنهم لا يسألون عن ذنوبهم للتعرف من حيث أن الله سبحانه علم أعمالهم و إنما يسألون سؤال توبيخ و تقريع و تقرير لإيجاب الحجة عليهم كما في قوله‌ وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ فأثبت سبحانه سؤال التقريع في آية و نفي سؤال التعرف و الاستعلام في أخرى فلا تناقض و قوله «فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَ سَعِيدٌ» إخبار منه سبحانه بأنهم قسمان أشقياء و هم المستحقون للعقاب و سعداء و هم المستحقون للثواب و الشقاء قوة أسباب البلاء و السعادة قوة أسباب النعمة و الشقي من شقي بسوء عمله في معصية الله و السعيد من سعد بحسن عمله في طاعة الله و الضمير في قوله «فَمِنْهُمْ» يعود إلى الناس في قوله ذََلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ اَلنََّاسُ و قيل إنه يعود إلى نفس في قوله «لاََ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاََّ بِإِذْنِهِ» لأن النفس اسم الجنس‌} «فَأَمَّا اَلَّذِينَ شَقُوا فَفِي اَلنََّارِ» يعني أن الذين شقوا باستحقاقهم العذاب جزاء على أعمالهم القبيحة داخلون في النار و إنما وصفوا بالشقاوة قبل دخولهم النار لأنهم على حال تؤديهم إلى دخولها و أما ما روي عن النبي ص أنه قال الشقي من شقي في بطن أمه‌ فإن المراد بذلك أن المعلوم من حاله أنه سيشقى بارتكاب القبائح التي تؤديه إلى عذاب النار كما يقال لابن الشيخ الهرم أنه يتيم بمعنى أنه سييتم‌ «لَهُمْ فِيهََا زَفِيرٌ وَ شَهِيقٌ» قال الزجاج الزفير و الشهيق من أصوات المكروبين المحزونين و الزفير من شديد الأنين و قبيحة بمنزلة ابتداء صوت الحمار و الشهيق الأنين الشديد المرتفع جدا بمنزلة آخر صوت الحمار و عن ابن عباس قال يريد ندامة و نفسا عاليا و بكاء لا ينقطع‌} «خََالِدِينَ فِيهََا مََا دََامَتِ اَلسَّمََاوََاتُ وَ اَلْأَرْضُ إِلاََّ مََا شََاءَ رَبُّكَ» اختلف العلماء في تأويل هذا في الآيتين‌ و هما من المواضع المشكلة في القرآن و الإشكال فيه من وجهين (أحدهما) تحديد الخلود بمدة دوام السماوات و الأرض (و الآخر) معنى الاستثناء بقوله «إِلاََّ مََا شََاءَ رَبُّكَ» فالأول فيه أقوال (أحدها) أن المراد ما دامت السماوات و الأرض مبدلتين أي ما دامت سماء الآخرة و أرضها

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست