responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 295

(1) - الجملة حالا من الضمير في يأتي و يجوز أن يكون صفة ليوم المضاف إلى يأتي لأن يوم مضاف إلى يأتي و الفعل نكرة فلا تتعرف يوم بالإضافة إليه فجاز أن يوصف بالجملة كما توصف النكرات بالجمل و المعنى لا تكلم فيه نفس فحذف فيه أو حذف الحرف و أوصل الفعل إلى المفعول ثم حذف الضمير من الفعل الذي هو صفة كما يحذف من الصلة و مثل ذلك قولهم الناس رجلان رجل أكرمت و رجل أهنت و إذا جعلته حالا من الضمير في يأت وجب أن تقدر فيه أيضا ضميرا يعود إلى ذي الحال و تقديره غير متكلم فيه هذا كله قول أبي علي و أقول أن الأظهر أن قوله «يَوْمَ يَأْتِ» ظرف لقوله «لاََ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاََّ بِإِذْنِهِ» و معمول له و هذا الوجه لا يحتاج فيه إلى تقدير محذوف كما في الوجهين اللذين ذكرناهما فيكون أولى و إنما يضاف يوم إلى الفعل لأنه اسم زمان و الفعل يناسب الزمان من حيث أنه لا يخلو منه و إنما يتصرف بتصرفه و أنه لا يكون حادثا إلا وقتا كما أن الزمان لا يبقى و قوله «لاََ تَكَلَّمُ» أي لا تتكلم فحذف إحدى التاءين كما في قول الشاعر:

و العين ساكنة على أطلائها # عوذا تأجل بالفضاء بهامها

أي تتأجل و عطاء منصوب بما دل الكلام عليه فكأنه قال أعطاهم النعيم عطاء.

المعنى‌

ثم أخبر سبحانه عن اليوم المشهود و هو يوم القيامة فقال «وَ مََا نُؤَخِّرُهُ» أي و ما نؤخر هذا اليوم «إِلاََّ لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ» و هو أجل قد عده الله تعالى لعلمه أن صلاح الخلق في إدامة التكليف عليهم إلى ذلك الوقت و فيه إشارة إلى قربه لأن ما يدخل تحت العد فكان قد نفد و إنما قال لأجل و لم يقل إلى أجل لأن اللام يدل على الغرض و أن الحكمة اقتضت تأخيره و إلى لا يدل على ذلك‌} «يَوْمَ يَأْتِ» أي حين يأتي القيامة و الجزاء «لاََ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاََّ بِإِذْنِهِ» أي لا يتكلم أحد فيه إلا بإذن الله تعالى و أمره و معناه أنه لا يتكلم فيه إلا بالكلام الحسن المأذون فيه لأن الخلق ملجئون هناك إلى ترك القبائح فلا يقع منهم فعل القبيح و أما ما هو غير قبيح فإنه مأذون فيه‌ عن الجبائي و الأظهر أن يقال معناه أنه لا يتكلم أحد في الآخرة بكلام نافع من شفاعة و وسيلة إلا بإذنه فإن قيل كيف يجمع بين هذه الآية و بين قوله‌ «هََذََا يَوْمُ لاََ يَنْطِقُونَ ` وَ لاََ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ» و قوله‌ «فَيَوْمَئِذٍ لاََ يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست