نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 5 صفحه : 291
(1) - حجة وجب اتباعه و إذا كان بخلافه لا يجب اتباعه قال الزجاج السلطان إنما سمي سلطانا لأنه حجة الله في أرضه و اشتقاقه من السليط الذي يستضاء به} «إِلىََ فِرْعَوْنَ وَ مَلاَئِهِ» أي قومه و قيل أشراف قومه الذين تملأ الصدور هيبتهم «فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ » و تركوا أمر الله تعالى «وَ مََا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ» أي مرشد و معناه ما هو بهاد لهم إلى رشد و لا قائد إلى خير فأمر فرعون كان على ضد هذه الحال لأنه داع إلى الشر و صاد عن الخير و في هذا دلالة على أن لفظة الأمر مشتركة بين القول و الفعل و المراد هاهنا و ما فعل فرعون برشيد} «يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ» يعني أن فرعون يمشي بين يدي قومه يوم القيامة على قدميه حتى يهجم بهم على النار كما كان يقدمهم في الدنيا يدعوهم إلى طريق النار و إنما قال «فَأَوْرَدَهُمُ» على لفظ الماضي و المراد به المستقبل لأن ما عطفه عليه من قوله «يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ» يدل عليه عن الجبائي و قيل إنه معطوف على قوله «فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ »«وَ بِئْسَ اَلْوِرْدُ اَلْمَوْرُودُ» أي بئس الماء الذي يردونه عطاشا لإحياء نفوسهم النار إنما أطلق سبحانه على الناس اسم الورد المورود ليطابق ما يرد عليه أهل الجنة من الأنهار و العيون و قيل معناه بئس المدخل المدخول فيه النار و قيل بئس الشيء الذي يرده النار و قيل بئس النصيب المقسوم لهم لنار و إنما أطلق بلفظ بئس و إن كان عدلا حسنا لما فيه من البؤس و الشدة} «وَ أُتْبِعُوا فِي هََذِهِ» يعني ألحقوا في الدنيا «لَعْنَةً» و هي الغرق «وَ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ» يعني و لعنة يوم القيامة و هي عذاب الآخرة و قيل معناه أتبعهم الله في الدنيا لعنة بإبعادهم من الرحمة و أتبعهم الأنبياء و المؤمنون بالدعاء عليهم باللعنة و يتبعهم الله اللعنة في القيامة حتى لا تفارقهم اللعنة حيث كانوا قال ابن عباس من ذكرهم لعنهم «بِئْسَ اَلرِّفْدُ اَلْمَرْفُودُ» أي بئس العطاء المعطى النار و اللعنة و إنما سماه رفدا لأنه في مقابلة ما يعطى أهل الجنة من أنواع النعيم و قال قتادة ترافدت عليهم لعنتان من الله لعنة في الدنيا و لعنة في الآخرة و سأل نافع بن الأزرق ابن عباس عن قوله «بِئْسَ اَلرِّفْدُ اَلْمَرْفُودُ» قال هو اللعنة بعد اللعنة و قال الضحاك اللعنتان اللتان أصابتهم رفدت إحداهما الأخرى} «ذََلِكَ» أي ذلك النبأ «مِنْ أَنْبََاءِ اَلْقُرىََ» أي من أخبار البلاد «نَقُصُّهُ عَلَيْكَ» أن نذكره لك و نخبرك به تذكرة و تسلية لك يا محمد «مِنْهََا قََائِمٌ وَ حَصِيدٌ» أي من تلك الديار معمور و خراب قد أتى عليه الإهلاك و لم يعمر فيما بعد و قيل معناه منها قائم على بنائه لم يذهب أصلا و إن كان خاليا من أهله و حصيد قد خرب و ذهب و اندرس أثره كالشيء المحصود عن قتادة و أبي مسلم و قيل منها قائم ينظرون إليها و حصيد قد هلك و باد أهله عن ابن عباس «وَ مََا ظَلَمْنََاهُمْ» بإهلاكهم «وَ لََكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ» بأن كفروا و ارتكبوا ما استحقوا به الهلاك فكان ذلك ظلمهم لأنفسهم «فَمََا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ» أي أوثانهم «اَلَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 5 صفحه : 291