نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 5 صفحه : 292
292
(1) - اَللََّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمََّا جََاءَ أَمْرُ رَبِّكَ» أي عذاب ربك و قيل أمر ربك بإهلاكهم «وَ مََا زََادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ» أي غير تخسير عن مجاهد و قتادة و المعنى لم يزيدوهم شيئا غير الهلاك و الخسار و إنما أضاف الإهلاك إلى الأصنام لأنها السبب في ذلك و لو لم يعبدوها لم يهلكوا و إنما قال «يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اَللََّهِ» لأنهم كانوا يسمونها آلهة و يطلبون الحوائج منها كما يطلبها الموحدون من الله} «وَ كَذََلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ» أي و كما ذكر من إهلاك الأمم و أخذهم بالعذاب أخذ ربك «إِذََا أَخَذَ اَلْقُرىََ» أي أخذ أهلها و هو أن ينقلهم إلى العقوبة و الهلاك «وَ هِيَ ظََالِمَةٌ» من صفة القرى و هو في الحقيقة لأهلها و سكانها و نحوه وَ كَمْ قَصَمْنََا مِنْ قَرْيَةٍ كََانَتْ ظََالِمَةًو في الصحيحين عن النبي ص أنه قال إن الله تعالى يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ هذه الآية «إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ» معناه إن أخذ الله سبحانه الظالم مؤلم شديد الألم} «إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيَةً» أي إن فيما قصصنا عليك من إهلاك من ذكرناه على وجه العقوبة لهم على كفرهم لعبرة و تبصرة و علامة عظيمة «لِمَنْ خََافَ عَذََابَ اَلْآخِرَةِ» أي لمن خشي عقوبة الله يوم القيامة و خص الخائف بذلك لأنه هو الذي ينتفع به بالتدبر و التفكر فيه «ذََلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ اَلنََّاسُ» أي يجمع فيه الناس كلهم الأولون و الآخرون منهم للجزاء و الحساب و الهاء في له راجعة إلى اليوم «وَ ذََلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ» أي يشهده الخلائق كلهم من الجن و الإنس و أهل السماء و أهل الأرض أي يحضره و لا يوصف بهذه الصفة يوم سواه و في هذا دلالة على إثبات المعاد و حشر الخلق.
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 5 صفحه : 292