responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 238

(1) - أن المراء مذموم لأنه مخاصمة في الحق بعد ظهوره كمري الضرع بعد دروره و ليس كذلك الجدال و الفرق بين الحجاج و الجدال أن المطلوب بالحجاج ظهور الحجة و المطلوب بالجدال الرجوع عن المذهب و الإعجاز هو الفوت بالهرب و الفرق بين افتراء الكذب و قول الكذب أن قول الكذب قد يكون على وجه تقليد الإنسان فيه لغيره و أما افتراء الكذب فهو افتعاله من قبل نفسه و أجرم و جرم بمعنى قال:

طريد عشيرة و رهين ذنب # بما جرمت يدي و جنى لساني‌

المعنى

ثم حكى الله سبحانه جواب قوم نوح عما قاله لهم فقال «قََالُوا يََا نُوحُ قَدْ جََادَلْتَنََا» أي خاصمتنا و حاججتنا «فَأَكْثَرْتَ جِدََالَنََا» أي زدت في مجادلتنا على مقدار الكفاية و في بعض الروايات عن ابن عباس فأكثرت جدلنا و المعنى واحد «فَأْتِنََا بِمََا تَعِدُنََا» من العذاب «إِنْ كُنْتَ مِنَ اَلصََّادِقِينَ» في أن الله تعالى يعذبنا على الكفر أي فلسنا نؤمن بك و لا نقبل منك‌} «قََالَ» نوح «إِنَّمََا يَأْتِيكُمْ بِهِ اَللََّهُ إِنْ شََاءَ» أي لا يأتي بالعذاب إلا الله سبحانه متى شاء لا يقدر عليه غيره فإن شاء عجل و إن شاء أخر «وَ مََا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ» أي لا تفوتونه بالهرب‌} «وَ لاََ يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كََانَ اَللََّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ» ذكر في تأويله وجوه (أحدها) إن كان الله يريد أن يخيبكم من رحمته بأن يحرمكم ثوابه و يعاقبكم لكفركم به فلا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم و قد سمى الله سبحانه العقاب غيا بقوله‌ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا و يشهد بصحة ما قلناه قول الشاعر:

فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره # و من يغو لا يعدم على الغي لائما

و لما خيب الله سبحانه قوم نوح من رحمته و ثوابه و أعلم الله نوحا (ع) بذلك في قوله «لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاََّ مَنْ قَدْ آمَنَ» قال لهم لا ينفعكم نصحي مع إيثاركم ما يوجب خيبتكم و العذاب الذي جره إليكم قبيح أفعالكم و إذا طرأ شرط على شرط كان الثاني مقدما على الأول في المعنى و إن كان مؤخرا في اللفظ و التقدير و لا ينفعكم نصحي إن كان الله يريد أن يغويكم إن أردت أن أنصح لكم (و ثانيها) أن المعنى إن كان الله يريد عقوبة إغوائكم الخلق و إضلالكم إياهم أي يريد عقوبتكم على ذلك و من عادة العرب أن تسمي العقوبة باسم الشي‌ء المعاقب عليه كما في قوله سبحانه‌ «وَ جَزََاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهََا وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اَللََّهُ و اَللََّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ» و قد مر فيما مضى أمثال ذلك (و ثالثها) أن معناه إن كان الله يريد أن يهلككم فلا ينفعكم نصحي عند نزول العذاب بكم و إن قبلتم قولي و آمنتم لأن الله تعالى‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 5  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست