responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 854

(1) -

اللغة

الخدع و الخديعة إظهار المحبوب في الأمر مع إبطان المكروه و التأييد التمكين من الفعل على أتم ما يصح فيه و الأيد القوة و التأليف الجمع على تشاكل و اختلف في التأليف فأثبته بعضهم معنى و نفاه بعضهم و الصحيح أنه معنى يحل محلين و لا يحصل من فعلنا إلا متولدا .

المعنى‌

ثم خاطب الله سبحانه نبيه ص فقال «وَ إِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ» معناه و إن يرد الذين يطلبون منك الصلح أن يخدعوك في الصلح بأن يقصدوا بالتماس الصلح دفع أصحابك و الكف عن القتال حتى يقووا فيبدءوكم بالقتال من غير استعداد منكم «فَإِنَّ حَسْبَكَ اَللََّهُ» أي فإن الذي يتولى كفايتك الله «هُوَ اَلَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ» أي هو الذي قواك بالنصر من عنده و أيدك بالمؤمنين الذين ينصرونك على أعدائك‌} «وَ أَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ» و أراد بتأليف القلوب ما كان بين الأوس و الخزرج من المعاداة و القتال فإنه لم يكن حيان من العرب بينهما من العداوة مثل ما كان بين هذين الحيين فألف الله بين قلوبهم حتى صاروا متوارين متحابين ببركة نبينا ص و قيل أراد كل متحابين في الله عن مجاهد «لَوْ أَنْفَقْتَ مََا فِي اَلْأَرْضِ جَمِيعاً مََا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ» أي لم يمكنك جمع قلوبهم على الألفة و إزالة ضغائن الجاهلية «وَ لََكِنَّ اَللََّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ» بأن لطف لهم بحسن تدبيره و بالإسلام الذي هداهم إليه «إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» لا يمتنع عليه شي‌ء يريد فعله و لا يفعل إلا ما تقتضيه الحكمة قال الزجاج و هذا من الآيات العظام و ذلك أن النبي ص بعث إلى قوم أنفتهم شديدة بحيث لو لطم الرجل من قبيلة لطمة قاتل عنه قبيلته فألف الإيمان بين قلوبهم حتى قاتل الرجل أباه و أخاه و ابنه فأعلم الله سبحانه أن هذا ما تولاه منهم إلا هو.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 854
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست