نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 4 صفحه : 560
(1) -
الحجة
الضيق و الضيق بمعنى مثل الميت و الميت و من فتح الراء من حرج فقد وصف بالمصدر كما قيل في قمن و دنف و نحوهما من المصادر التي يوصف بها و من كسر الراء من حرج فهو مثل دنف و قمن و قراءة ابن كثير يصعد من الصعود و من قرأ «يَصَّعَّدُ» أراد يتصعد فأدغم و معنى يتصعد أنه يثقل الإسلام عليه فكأنه يتكلف ما يثقل عليه شيئا بعد شيء كقولهم يتعفف و يتحرج و نحو ذلك مما يتعاطى فيه الفعل شيئا بعد شيء و يصاعد مثل يصعد في المعنى فهو مثل ضاعف و ضعف و ناعم و نعم و هما من المشقة و صعوبة الشيء و من ذلك قوله «يَسْلُكْهُ عَذََاباً صَعَداً» و قوله «سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً» أي سأغشيه عذابا صعودا و عقبة صعود أي شاقة و من ذلك قول عمر بن الخطاب ما تصعد في شيء كما تصعد في خطبة النكاح أي ما شق علي شيء مشقتها.
اللغة
الحرج و الحرج أضيق الضيق قال أبو زيد حرج عليه السحر يحرج حرجا إذ أصبح قبل أن يتسحر و حرم عليه حرما و هما بمعنى واحد و حرجت على المرأة الصلاة و حرمت بمعنى واحد و حرج فلان إذا هاب أن يتقدم على الأمر و قاتل فصبر و هو كاره و قد ذكرنا معاني الهداية و الهدى و الضلال و الإضلال في سورة البقرة و ما يجوز إسناده إلى الله تعالى من كلا الأمرين و ما لا يجوز عند قوله «وَ مََا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ اَلْفََاسِقِينَ» .
ـ
المعنى
لما تقدم ذكر المؤمنين و الكافرين بين عقبة ما يفعله سبحانه بكل من القبيلتين فقال «فَمَنْ يُرِدِ اَللََّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ» قد ذكر في تأويل الآية وجوه (أحدها) أن معناه «فَمَنْ يُرِدِ اَللََّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ» إلى الثواب و طريق الجنة «يَشْرَحْ صَدْرَهُ» في الدنيا «لِلْإِسْلاََمِ» بأن يثبت عزمه عليه و يقوي دواعيه على التمسك به و يزيل عن قلبه وساوس الشيطان و ما يعرض في القلوب من الخواطر الفاسدة و إنما يفعل ذلك لطفا له و منا عليه و ثوابا على اهتدائه بهدى الله و قبوله إياه و نظيره قوله سبحانه «وَ اَلَّذِينَ اِهْتَدَوْا زََادَهُمْ هُدىً»«وَ يَزِيدُ اَللََّهُ اَلَّذِينَ اِهْتَدَوْا هُدىً»«وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً» يعني و من يرد أن يضله عن ثوابه و كرامته يجعل صدره في كفره ضيقا حرجا عقوبة له على ترك الإيمان من غير أن يكون سبحانه مانعا له عن الإيمان و سالبا إياه القدرة عليه بل ربما يكون ذلك سببا داعيا له إلى الإيمان فإن من ضاق صدره بالشيء كان ذلك داعيا له إلى تركه و الدليل على أن شرح الصدر قد يكون ثوابا قوله سبحانه «أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ» الآيات و معلوم أن وضع الوزر و رفع الذكر يكون ثوابا على تحمل أعباء الرسالة و كلفها فكذلك ما قرن به من شرح الصدر
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 4 صفحه : 560