responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 561

(1) - و الدليل على أن الهدى قد يكون إلى الثواب قوله‌ «وَ اَلَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اَللََّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمََالَهُمْ ` سَيَهْدِيهِمْ وَ يُصْلِحُ بََالَهُمْ» و معلوم أن الهداية بعد القتل لا تكون إلا إلى الثواب فليس بعد الموت تكليف‌ و قد وردت الرواية الصحيحة أنه لما نزلت هذه الآية سئل رسول الله ص عن شرح الصدر ما هو فقال نور يقذفه الله في قلب المؤمن فينشرح له صدره و ينفسح قالوا فهل لذلك من أمارة يعرف بها قال ص نعم الإنابة إلى دار الخلود و التجافي عن دار الغرور و الاستعداد للموت قبل نزول الموت‌ (و ثانيها) أن معنى الآية فمن يرد الله أن يثبته على الهدى يشرح صدره من الوجه الذي ذكرناه جزاء له على إيمانه و اهتدائه و قد يطلق لفظ الهدى و المراد به الاستدامة كما قلناه في قوله‌ «اِهْدِنَا اَلصِّرََاطَ اَلْمُسْتَقِيمَ» «وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ» أي يخذله و يخلي بينه و بين ما يريده لاختياره الكفر و تركه الإيمان «يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً» بأن يمنعه الألطاف التي ينشرح لها صدره لخروجه من قبولها بإقامته على كفره فإن قيل إنا نجد الكافر غير ضيق الصدر لما هو فيه و نراه طيب القلب على كفره فكيف يصح الخلف في خبره سبحانه قلنا أنه سبحانه بين أنه يجعل صدره ضيقا و لم يقل في كل حال و معلوم من حاله في أحوال كثيرة أنه يضيق صدره بما هو فيه من ورود الشبه و الشكوك عليه و عند ما يجازي الله تعالى المؤمن على استعمال الأدلة الموصلة إلى الإيمان و هذا القدر هو الذي يقتضيه الظاهر (و ثالثها) أن معنى الآية من يرد الله أن يهديه زيادة الهدى التي وعدها المؤمن «يَشْرَحْ صَدْرَهُ» لتلك الزيادة لأن من حقها أن تزيد المؤمن بصيرة و من يرد أن يضله عن تلك الزيادة بمعنى يذهبه عنها من حيث أخرج هو نفسه من أن يصح عليه «يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً» لمكان فقد تلك الزيادة لأنها إذا اقتضت في المؤمن ما قلناه أوجب في الكافر ما يضاده و يكون الفائدة في ذلك الترغيب في الإيمان و الزجر عن الكفرو هذا التأويل قريب مما تقدمه و قد روي عن ابن عباس أنه قال إنما سمى الله قلب الكافر حرجا لأنه لا يصل الخير إلى قلبه و في رواية أخرى لا تصل الحكمة إلى قلبه و لا يجوز أن يكون المراد بالإضلال في الآية الدعاء إلى الضلال و لا الأمر به و لا الإجبار عليه لإجماع الأمة على أن الله تعالى لا يأمر بالضلال و لا يدعو إليه فكيف يجبر عليه و الدعاء إليه أهون من الإجبار عليه و قد ذم الله تعالى فرعون و السامري على إضلالهما عن دين الهدى في قوله‌ «وَ أَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَ مََا هَدى‌ََ» و قوله‌ «وَ أَضَلَّهُمُ اَلسََّامِرِيُّ » و لا خلاف في أن إضلالهما إضلال أمر و إجبار و دعاء و قد ذمهما الله تعالى عليه مطلقا فكيف يتمدح بما ذم عليه غيره قوله «كَأَنَّمََا يَصَّعَّدُ فِي اَلسَّمََاءِ» فيه وجوه (أحدها) أن معناه كأنه قد كلف أن يصعد إلى السماء إذا دعي إلى الإسلام من ضيق‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 4  صفحه : 561
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست