نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 737
(1) - و محررا نصب على الحال من ما و تقديره نذرت لك الذي في بطني محررا و العامل فيه نذرت و قوله «أُنْثىََ» نصب على الحال.
المعنى
لما ذكر سبحانه اصطفى آل عمران عقبه بذكر مريم بنت عمران فقال «إِذْ قََالَتِ اِمْرَأَتُ عِمْرََانَ » و قد مضى القول فيه و اسمها حنة جدة عيسى و كانتا أختين إحداهما عند عمران بن الهشم من ولد سليمان بن داود و قيل هو عمران بن ماثان عن ابن عباس و مقاتل و ليس بعمران أبي موسى و بينهما ألف و ثمانمائة سنة و كان بنو ماثان رءوس بني إسرائيل و الأخرى كانت عند زكريا و اسمها أشياع و اسم أبيها قاقود بن قبيل فيحيى و مريم ابنا خالة «رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مََا فِي بَطْنِي» أي أوجبت لك بأن أجعل ما في بطني «مُحَرَّراً» أي خادما للبيعة يخدم في متعبداتنا عن مجاهد و قيل محررا للعبادة مخلصا لها عن الشعبي و قيل عتيقا خالصا لطاعتك لا أستعمله في منافعي و لا أصرفه في الحوائج عن محمد بن جعفر بن الزبير قالوا و كان المحرر إذا حرر جعل في الكنيسة يقوم عليها و يكنسها و يخدمها لا يبرح حتى يبلغ الحلم ثم يخير فإن أحب أن يقيم فيه أقام و إن أحب أن يذهب ذهب حيث شاء قالوا و كانت حنة قد أمسك عنها الولد فدعت حتى أيست فبينا هي تحت شجرة إذ رأت طائرا يزق فرخا له فتحركت نفسها للولد فدعت الله أن يرزقها ولدا فحملت بمريم و روي عن أبي عبد الله قال أوحى الله تعالى إلى عمران إني واهب لك ذكرا مباركا يبرئ الأكمه و الأبرص و يحيي الموتى بإذن الله و جاعله رسولا إلى بني إسرائيل فحدث امرأته حنة بذلك و هي أم مريم فلما حملت بها قالت «رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مََا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً»«فَتَقَبَّلْ مِنِّي» أي نذري قبول رضا «إِنَّكَ أَنْتَ اَلسَّمِيعُ» لما أقوله «اَلْعَلِيمُ» بما أنوي فلهذا صحت الثقة لي} «فَلَمََّا وَضَعَتْهََا» قيل أن عمران هلك و هي حامل فوضعت بعد ذلك يعني ولدت مريم و كانت ترجو أن يكون غلاما فلما وضعتها خجلت و استحيت و «قََالَتْ» منكسة رأسها «رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهََا أُنْثىََ» و قيل فيه قولان (أحدهما) إن المراد به الاعتذار من العدول عن النذر لأنها أنثى (و الآخر) إن المراد تقديم الذكر في السؤال لها بأنها أنثى لأن سعيها أضعف و عقلها أنقص فقدم ذكرها ليصح القصد لها في السؤال بقولها «وَ إِنِّي أُعِيذُهََا بِكَ»«وَ اَللََّهُ أَعْلَمُ بِمََا وَضَعَتْ» إخبار منه تعالى بأنه أعلم بوضعها لأنه هو الذي خلقها و صورها و على القراءة الأخرى و أنت يا رب أعلم مني بما وضعت «وَ لَيْسَ اَلذَّكَرُ كَالْأُنْثىََ» لأنها لا تصلح لما يصلح الذكر له و إنما كان يجوز لهم التحرير في الذكور دون الإناث لأنها لا تصلح لما يصلح له الذكر من التحرير لخدمة بيت المقدس لما يلحقها من الحيض و النفاس و الصيانة عن التبرج للناس و قال قتادة لم
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 737